الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين .

[2] فسيحوا رجع من الخبر إلى الخطاب؛ أي: قل لهم: سيحوا في الأرض أي: سيروا فيها آمنين.

أربعة أشهر تأجيل من الله للمشركين، فمن كانت مدة عهده أقل من أربعة أشهر، رفع إليها، ومن كانت مدته أكثر منها، حط إليها، ومن كانت مدة عهده بغير أجل محدود، حده بأربعة أشهر، ثم هو حرب بعد ذلك لله ورسوله يقتل حيث أدرك، ويؤسر، إلا أن يتوب، وابتداء هذا الأجل يوم الحج الأكبر، وانقضاؤه إلى عشر من ربيع الآخر، فأما من لم يكن له عهد، فإنما أجله انسلاخ المحرم، وذلك خمسون يوما، وقيل: الأشهر الأربعة: شوال وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، والأول أصوب، وعليه الأكثر.

واعلموا أيها الناكثون أنكم غير معجزي أي: فائتي الله بعد الأربعة أشهر. [ ص: 150 ]

وأن الله مخزي مذل الكافرين بالقتل في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية