الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد .

[31] ولما اقترح مشركو مكة منهم أبو جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية على النبي - صلى الله عليه وسلم - إزالة جبال مكة لتتفسح، وجري مياه بأرضهم ليغرسوا الأشجار ويزرعوا، وإحياء موتاهم، وأنه إن فعل ذلك، آمنوا به، نزل:

ولو أن قرآنا سيرت نقلت به الجبال عن أماكنها.

أو قطعت به الأرض أي: شقت فجعلت أنهارا وعيونا.

أو كلم أي: أحيي.

به الموتى وجواب (لو) محذوف، وتقديره: لكان هذا القرآن؛ [ ص: 495 ] لكونه غاية في التذكير، ونهاية في الإنذار بل لله الأمر جميعا في إيمان من آمن، وكفر من كفر.

أفلم ييأس أي: يعلم، الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس فآمنوا جميعا وتقدم اختلاف القراء في ييأس في سورة يوسف عند قوله تعالى فلما استيأسوا منه .

ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا من الكفر.

قارعة واهية تقرعهم بأنواع البلايا من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغزواته.

أو تحل أي: تنزل أنت يا محمد بنفسك.

قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله وهو فتح مكة إن الله لا يخلف الميعاد .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية