الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 57 ] ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين .

[103] قال ابن عباس رضي الله عنهما : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعلم قينا بمكة اسمه بلعام وكان نصرانيا أعجمي اللسان ، فكان المشركون يرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل عليه ويخرج ، فقالوا : إنما يعلمه بلعام ، فنزل تكذيبا لهم وتهديدا : ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر آدمي ، ثم أبطل قولهم بقوله :

لسان أي : لغة الذي يلحدون يميلون ألسنتهم إليه أعجمي هو الذي لا يفصح ، وإن كان عربيا ، والأعجمي : المنسوب إلى العجم وإن كان فصيحا ، والأعرابي : البدوي ، والعربي : منسوب إلى العرب وإن لم يكن فصيحا . قرأ حمزة ، والكسائي ، وخلف : (يلحدون ) بفتح الياء والحاء من لحد ، والباقون : بضم الياء وكسر الحاء من ألحد .

وهذا أي : القرآن هو لسان عربي مبين فصيح ، المعنى : لسان الذي يشيرون إليه أنه يعلم محمدا - صلى الله عليه وسلم - فيه عجمة ، والقرآن ذو بيان وفصاحة ، فكيف يصدر عن أعجمي ؟!

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية