الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا .

[2] قيما مستقيما نصب على الحال ، وفيه تقديم وتأخير ، مجازه : أنزل على عبده الكتاب قيما ، ولم يجعل له عوجا ، قال ابن عطية : ويصح أن يكون معنى (قيما ) : قيامه بأمر الله تعالى على العالم .

وهذا المعنى يؤيده ما بعده من النذارة والبشارة اللذين عنى العالم ، وكان حفص عن عاصم يسكت يسيرا على (عوجا ) ؛ تنبيها على تمام الوقف [ ص: 145 ] عليه ، ثم يقول : (قيما ) لينذر الكافرين بأسا عذابا .

شديدا من لدنه من عنده . روى أبو بكر عن عاصم : (لدنه ) بسكون الدال وإشمامها الضم من غير صوت يسمع ؛ دلالة على أن أصلها الضم ، وبكسر النون والهاء وصلتها بياء في اللفظ ، فكسر النون لسكونها وسكون الدال قبلها ، وكسر الهاء إتباع ، وقرأ الباقون : بضم الهاء والدال ، وإسكان النون ، وابن كثير على أصله في الصلة بواو .

ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا هو نعيم الجنة وما يتقدمه من خير الدنيا .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية