الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين .

[2] ذلك أي: هذا.

الكتاب هو القرآن; لأن الله سبحانه كان قد وعد نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء، فلما أنزل القرآن، قال: هذا ذلك الكتاب الذي وعدتك بإنزاله، و (هذا) للتقريب، و (ذلك) للتبعيد، وأصل الكتب الضم والجمع، فسمي الكتاب كتابا لأنه جمع حرف إلى حرف.

لا ريب أي: لا شك.

فيه أنه من عند الله تعالى، وأنه الحق والصدق. قرأ حمزة : (لا ريب) بالمد بحيث لا يبلغ الإشباع، وكذلك لا شية فيها [البقرة: 71] فلا مرد له [الرعد: 11] لا جرم [هود: 22] لا خير [النساء: 114] لا ضير [الشعراء: 50]، وابن كثير يصل هاء الكناية الساكن قبلها بياء في الوصل إن كانت مكسورة، وبواو إن كانت مضمومة نحو (فيهي هدى) [ ص: 50 ] و (شروهو بثمن) ونحوه حيث وقع. وقرأ أبو عمرو : (فيه هدى) بإدغام الهاء في الهاء.

هدى أي: هو رشد وبيان لأهل التقوى، والهدى: ما يهتدي به الإنسان.

للمتقين أي: للمؤمنين وهم من يتقي الشرك والكبائر والفواحش، وهو مأخوذ من الاتقاء، وأصله الحجز بين شيئين، والوقاية: فرط الصيانة، وتخصيص المتقين بالذكر تشريف لهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية