الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون .

[239] فإن خفتم من عدو وغيره.

فرجالا أي: فصلوا رجالا، جمع راجل.

أو ركبانا على دوابكم، جمع راكب. المعنى: إن لم تمكنكم الصلاة قانتين، فصلوا رجالة وركبانا، وهذا في حال القتال والمسايفة - [ ص: 344 ] أي: الضرب بالسيف - يصلي حيث كان وجهه إلى القبلة وغيرها، يومئ بالركوع والسجود على قدر الطاقة، ويجعل السجود أخفض من الركوع، وبذلك قال مالك والشافعي وأحمد، وقال أبو حنيفة : لا يصلي ماشيا ولا مسايفا إذا لم يمكن الوقوف، ولا ينقص عدد الركعات عندهم بالخوف، وسيأتي في سورة النساء بيان أقسام صلاة الخوف، وصفتها عقب تفسير قوله تعالى: إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا [النساء: 101].

فإذا أمنتم أي: زال الخوف.

فاذكروا الله أي: صلوا الصلوات الخمس، واشكروه على الأمن وأداء الصلاة.

كما علمكم من صلاة الخوف وغيرها.

ما لم تكونوا تعلمون ذكره.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية