الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون .

[30] قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ينقصوا من نظرهم ، و (من ) تبعيض ؛ لأنهم إنما نهوا عن النظرة إلى ما لا يحل لهم ، فلا يجوز للرجل النظر إلى الأجنبية قصدا لغير ضرورة عند الثلاثة ، وعند أبي حنيفة ؛ يجوز له النظر إلى الوجه والكفين مع أمن الشهوة ، فإن لم يأمن ، لم يجز إلا لضرورة ، فإن كانت عجوزا لا تشتهى ، جاز النظر إلى وجهها وكفيها عند أبي حنيفة ومالك ، وعند أحمد : إلى وجهها فقط ، واختلف في مذهب الشافعي ، فألحقها الغزالي بالشابة ، وجوز الروياني النظر إلى وجهها وكفيها .

ويحفظوا فروجهم عن الزنا ، ولم يدخل (من ) في حفظ الفروج ؛ لأن الزنا لا رخصة فيه ذلك أي : غض البصر وحفظ الفرج أزكى لهم أنفع لهم وأطهر . [ ص: 527 ]

إن الله خبير بما يصنعون لا يخفى عليه شيء ، فليكونوا على حذر منه في كل حركة وسكون .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية