الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين .

[61] فمن حاجك فيه أي: جادلك من النصارى في عيسى.

من بعد ما جاءك من العلم أي: الدلالات الموجبة للعلم.

فقل تعالوا هلموا.

ندع أبناءنا حسنا وحسينا وأبناءكم ونساءنا فاطمة.

ونساءكم وأنفسنا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليا رضي الله عنه.

وأنفسكم ثم نبتهل نتضرع في الدعاء.

فنجعل لعنت الله تلخيصه: لنجتمع نحن وأنتم جميعا، ثم نتضرع في اللعن والدعاء.

على الكاذبين منا ومنكم في شأن عيسى، فلما قرأها النبي - صلى الله عليه وسلم - على وفد نجران، قالوا: حتى ننظر في أمرنا، ونأتيك غدا، فقال عبد المسيح منهم، وكان ذا رأيهم: لقد عرفتم أن محمدا نبي حق، وأنه والله ما لاعن قوم قط نبيهم فعاش كبيرهم، ولا نبت صغيرهم، فوادعوا الرجل، [ ص: 468 ] وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - من الغد، وقد غدا محتضنا الحسن، آخذا بيد الحسين، وفاطمة خلفه، وعلي خلفها، ويقول لهم: "إذا دعوت فأمنوا"، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى! إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا عن مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني، فأبوا المباهلة، فصالحهم - صلى الله عليه وسلم - على مال يؤدونه إليه في كل عام، وهو ألفا حلة، ألف في صفر، وألف في رجب، وانصرفوا إلى بلادهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده! إن العذاب قد تدلى على أهل نجران، ولو عنوا، لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران، حتى الطير على رؤوس الشجر، ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى هلكوا"، وأما رسم (لعنت) هنا، وفي النور، فإنه بالتاء، وقف عليها بالهاء ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، ويعقوب .

التالي السابق


الخدمات العلمية