الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون .

[10] وسواء عليهم أي: مستو عندهم.

أأنذرتهم أعلمتهم محذرا. [ ص: 470 ]

أم لم تنذرهم هذه مخاطبة لمحمد - صلى الله عليه وسلم -، وضمنها تسلية له عنهم; أي: إنهم قد ختم عليهم بالكفر، فسواء إنذارك وتركه، والألف في قوله: (أأنذرتهم) ألف التسوية; لأنها ليست كالاستفهام، بل المستفهم والمستفهم مستويان في علم ذلك. قرأ أبو عمرو ، وابن كثير ، وأبو جعفر ، وقالون عن نافع ، ورويس عن يعقوب : (أأنذرتهم) بتحقيق الهمزة الأولى، وتسهيل الثانية بين الهمزة والألف، وأبو عمرو ، وأبو جعفر ، وقالون : يفصلون بين الهمزتين بألف، وورش : يبدلها ألفا خالصة، وروي عنه التسهيل بين بين، وقرأ الباقون، وهم الكوفيون، وابن ذكوان راوي ابن عامر ، وروح راوي يعقوب : بتحقيق الهمزتين من غير فصل بينهما، واختلف عن هشام راوي ابن عامر في الفصل بألف مع تحقيق الهمزتين، واختلف عنه أيضا في تسهيل الثانية بين بين وتحقيقها.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية