الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون .

[25] وبشر الذين آمنوا والبشارة: كل خبر صدق تتغير به بشرة الوجه، ويستعمل في الخير والشر، وفي الخير أغلب.

وعملوا الصالحات أي: الفعلات الصالحة، يعني: المؤمنين من أهل الطاعة.

أن لهم جنات جمع جنة، والجنة: البستان الذي فيه أشجار مثمرة، [ ص: 73 ] سميت به; لاجتنانها وتسترها بالأشجار.

تجري من تحتها أي: من تحت أشجارها ومساكنها.

الأنهار أي: المياه في الأنهار; لأن النهر لا يجري، والأنهار جمع نهر، سمي به لسعته وضيائه، ومنه النهار.

كلما يعني: متى ما.

رزقوا أطعموا.

منها أي: من الجنة.

من ثمرة أي ثمرة، و (من) صلة.

رزقا طعاما.

قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و (قبل) رفع على الغاية، قال الله تعالى: لله الأمر من قبل ومن بعد [الروم: 4]، فإذا رزقوا ثمرة بعد أخرى، ظنوا أنها الأولى.

وأتوا به أي: بالرزق.

متشابها في الألوان، مختلفا في الطعوم.

ولهم فيها أي: في الجنات.

أزواج نساء وجوار من الحور العين.

مطهرة من الأقذار.

وهم فيها خالدون دائمون، لا يموتون، ولا يخرجون. [ ص: 74 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية