الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم .

[14] ونزل في طوائف من الأعراب قدموا المدينة في سنة جدبة، وأظهروا الإسلام ليأمنوا بذلك على نفوسهم وأموالهم، ومنوا بذلك على النبي -صلى الله عليه وسلم-: قالت الأعراب آمنا يا محمد: لم تؤمنوا حقيقة، وأوقع لم تؤمنوا موقع كذبتم; لأنه نفى ما ادعوه تأدبا.

ولكن قولوا أسلمنا انقدنا واستسلمنا; مخافة القتل والسبي.

ولما أي: لم يدخل الإيمان في قلوبكم فالإسلام: الخضوع والقبول لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن وجد معه اعتقاد وتصديق بالقلب، فهو إيمان، وتقدم ذكر الإيمان واختلاف الأئمة فيه أول سورة البقرة.

وإن تطيعوا الله ورسوله بالإخلاص وترك النفاق. [ ص: 374 ]

لا يلتكم قرأ أبو عمرو، ويعقوب: (يألتكم) بهمزة ساكنة بين الياء واللام، ويبدلها أبو عمرو على أصله; من ألت يألت; كضرب يضرب؛ لقوله تعالى: (وما ألتناهم)، وقرأ الباقون: بكسر اللام من غير همز; من لات يليت; كباع يبيع، وهما لغتان، معناهما: لا ينقصكم.

من أعمالكم أي: من ثوابها شيئا إن الله غفور لما فرط من المطيعين رحيم بالتفضل عليهم.

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية