الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين .

[52] ولما أمر -صلى الله عليه وسلم- بإنذار غير المتقين؛ ليتقوا أمر بعد ذلك بتقريب المتقين، ونهي عن طردهم; تكريما لهم، وذلك أنه -صلى الله عليه وسلم- كان قد عزم على إزالة بلال وأصحابه الفقراء من مجلسه، ومجالسة الأقرع بن حابس وأصحابه رجاء حسن إسلامهم، قالوا: وكتب لابن حابس بذلك كتابا، فنزل:

ولا تطرد الذين يدعون يعبدون.

ربهم بالغداة والعشي والمراد: الدوام على ذلك. قرأ ابن عامر (بالغدوة) بضم الغين وسكون الدال، وواو بعدها، وقرأ الباقون: بفتح الغين والدال، وألف بعدها.

يريدون بعملهم. [ ص: 402 ]

وجهه أي: يخلصون عملهم لله تعالى، ولما طعن في هؤلاء، وتكلم فيهم عند النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل:

ما عليك من حسابهم من شيء إن حسابهم إلا على الله.

وما من حسابك عليهم من شيء أي: لا تؤخذ بحسابهم، ولا هم بحسابك حتى يهمك إيمانهم بحيث تطرد المؤمنين طمعا فيه.

فتطردهم فتبعدهم، جواب للنفي، وهو قوله: ما عليك من حسابهم من شيء .

فتكون من الظالمين إن فعلت ذلك، جواب النهي، وهو قوله: ولا تطرد فدعاهم -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة .

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية