الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مراتب العبادة

وعلى كل حال ، فالطاعة والعبادة لها مراتب ثلاثة :

أحدها : الإتيان على قدر ما يبرئ الذمة عن أداء الواجب ، حتى لا يحتاج إلى قضائه .

والثاني : أن يأتي بأحكامها ، وأركانها ، وشروطها وآدابها الموجبة لحصول [ ص: 106 ] الرضا ، وترتب الثواب الجزيل عليها ، ويمتلئ الباطن أيضا بذوق العبادة والعبودية .

وأفضل من هذا كله أن يستغرق في مشاهدة المعبود ، ويغيب في حضور الأقدس; لأن في الصلاة التي هي أفضل العبادات وأكمل القربات ، تحصل محاذاة معنوية بذاته المقدسة تعالى شأنها ، فيتنور الباطن بأنوارها .

وهذه كيفية لا يمكن حصولها إلا بالذوق الصحيح ، والقلب السليم . رزقنا الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية