الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إلا غسل القدمين ، فإنه يؤخرهما فإن غسلهما ، ثم وضعهما على الأرض كان إضاعة للماء .

التالي السابق


والوضوء ينظم غسل الرجلين وثانيهما أن يؤخر غسلهما وإليه أشار المصنف بقوله (إلا غسل قدميه ، فإنه يؤخرهما) ، وبه قال أبو حنيفة ، واختاره المصنف في هذا الكتاب وعلله بقوله : (فإن غسلهما ، ثم وضعهما على الأرض كالإضاعة للماء) وشرط أصحابنا بقولهم : إن كان يقف حال الاغتسال في مستنقع الماء إلا أنه يحتاج إلى غسلهما ثانيا عن غسالته واستدلوا بما روى الستة من حديث ابن عباس حدثتني خالتي ميمونة رضي الله عنهم قالت : أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة فغسل كفيه مرتين أو ثلاثا ، ثم أدخل يديه في الإناء ، ثم أفرغ على فرجه وغسله بشماله ، ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكا شديدا ، ثم توضأ وضوءه للصلاة ، ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملأ كفيه ، ثم غسل سائر جسده ، ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه ، ثم أتيته بالمنديل فرده ، وقال عياض في شرح مسلم ليس فيه تصريح ، بل هو محتمل ؛ لأن قولها : توضأ وضوءه للصلاة الأظهر فيه إكمال وضوئه وقولها آخرا ، ثم تنحى فغسل رجليه يحتمل أن يكون لما نالهما من تلك البقعة اهـ. وقال ابن نجيم في البحر : فعلى هذا يغسلهما بعد الفراغ من الغسل مطلقا سواء غسلهما قبله أو لا وسواء أصابهما طين أم لا اهـ ، وقال الرافعي : ولا كلام في أن أصل السنة تتأدى بكل واحد من الطريقين إنما الكلام في الأولى .




الخدمات العلمية