الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ثم جدد الإخلاص بقولك : إياك نعبد وجدد العجز والاحتياج والتبري من الحول والقوة ، بقولك وإياك نستعين وتحقق أنه ما تيسرت طاعتك إلا بإعانته وأن له المنة إذ وفقك لطاعته واستخدمك لعبادته وجعلك أهلا لمناجاته .

ولو حرمك التوفيق لكنت من المطرودين مع الشيطان اللعين .

التالي السابق


(ثم جدد الإخلاص بقولك: إياك نعبد) ، فاهما أنه لا معبود سواه ولا يستحق العبادة إلا هو، أي: لا نعبد إلا إياك، فلا بد فيه من معنى الإخلاص، وهو تفريده في العبادة بحيث لا يشرك به أحدا في أعماله كلها، وليعلم أن كل ما ابتغي به وجه [ ص: 150 ] غيره فهو مضمحل (وجدد العجز والاحتياج والتبري من الحول والقوة، بقولك إياك نستعين) أي: منك نطلب العون لا من غيرك فيتصور هنا كمال غنى الله تعالى وقدرته، وكمال عجز نفسه واحتياجه، ثم لا يشرك معه أحدا في الاستعانة .

(وتتحقق أنه ما تيسرت طاعتك) له (إلا بالإعانة) ، ولولا عنايته الأزلية بك لما أطعت، (وأن له المنة إذ وفقك) للخير، وأقامك (لطاعته) وانقياد أوامره ونواهيه (واستخدمك لعبادته) الخاصة (وجعلك أهلا لمناجاته) ومخاطبته ومساررته (ولو حرمك) ، أي: منعك (التوفيق لكنت من المطرودين) عن باب قربه (مع الشيطان اللعين) ، فهذه رشحة من معاني الاستعاذة والاستعانة، وما بينهما من التحميد والتعظيم .




الخدمات العلمية