الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وعن عمر رضي الله عنه قال : تفقدوا إخوانكم في الصلاة فإذا فقدتموهم فإن كانوا مرضى فعودوهم وإن كانوا أصحاء فعاتبوهم .

والعتاب إنكار على من ترك الجماعة ولا ينبغي أن يتساهل فيه .

وقد كان الأولون يبالغون فيه حتى كان بعضهم يحمل الجنازة إلى بعض من تخلف عن الجماعة إشارة إلى أن الميت هو الذي يتأخر عن الجماعة دون الحي .

التالي السابق


( وعن عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه قال: تفقدوا إخوانكم في الصلاة) أي: اطلبوهم عند غيبوبتهم عن الصلاة ( فإذا فقدتموهم) عندها فلا بد لتخلفهم من عذر ( فإن كانوا مرضى) أي حبسهم المرض ( فعودوهم) لأن المريض يعاد ( وإن كانوا أصحاء) لا مرض بهم ( فعاتبوهم) على عدم حضورهم في الجماعة. ( والعتاب إنكار على ترك الجماعة) حيث تخلفوا عن غير عذر شرعي .

( ولا ينبغي أن يتساهل فيه) أي في أمر الجماعة؛ فإنه أكيد حتى ذهب داود وأبو ثور وابن المنذر وابن خزيمة إلى أن الجماعة فرض عين، وحكي أيضا عن أحمد وعزاه بعضهم قولا للشافعي فيما حكاه الرافعي ، ( وقد كان الأولون) من العلماء العاملين ( يبالغون فيه حتى كان بعضهم يحمل الجنازة) أي الخشب الذي يحمل عليه الميت ( إلى باب من تخلف عن الجماعة) لغير عذر ( إشارة إلى أن الميت هو الذي يتأخر عن الجماعة دون الحي) ، فدل هذا الفعل منهم على التأكيد في أمر الجماعة، والمحافظة، وقد سبقت في فضلها أخبار في أول هذا الكتاب .




الخدمات العلمية