الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإلى ما ذكرناه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : " القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة " وبقوله صلى الله عليه وسلم : أرواح الشهداء في حواصل طيور خضر " وبقوله صلى الله عليه وسلم لقتلى بدر من المشركين " يا فلان ويا ! فلان ! وقد سماهم النبي صلى الله عليه وسلم هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف يسمعون وأنى يجيبون وقد جيفوا فقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لكلامي منهم ، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا " . والحديث في الصحيح هذا قوله صلى الله عليه وسلم في المشركين فأما ، المؤمنون والشهداء فقد قال صلى الله عليه وسلم : أرواحهم في حواصل طيور خضر معلقة تحت العرش " وهذه الحالة وما أشير بهذه الألفاظ إليه لا ينافي ذكر الله عز وجل ، وقال تعالى : ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الآية ولأجل شرف ذكر الله عز وجل عظمت رتبة الشهادة لأن المطلوب الخاتمة ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على الله والقلب مستغرق بالله عز وجل ، منقطع العلائق عن غيره .

فإن قدر عبد على أن يجعل همه مستغرقا بالله عز وجل فلا يقدر على أن يموت على تلك الحالة إلا في صف القتال .

فإنه قطع الطمع عن مهجته وأهله وماله وولده ، بل من الدنيا كلها ؛ فإنه يريدها لحياته ، وقد هون على قلبه حياته في حب الله عز وجل ، وطلب مرضاته فلا ، تجرد لله أعظم من ذلك ؛ ولذلك عظم أمر الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى .

فمن ذلك أنه لما استشهد عبد الله بن عمرو الأنصاري يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر : " ألا أبشرك يا جابر ؟ قال : بلى ، بشرك الله بالخير ، قال : إن الله عز وجل أحيا أباك فأقعده بين يديه ، وليس بينه وبينه ستر ، فقال تعالى : تمن علي يا عبدي ما شئت أعطيكه ، فقال : يا رب أن تردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك وفي نبيك مرة أخرى ، فقال عز وجل : سبق القضاء مني بأنهم إليها لا يرجعون ثم " القتل سبب الخاتمة على مثل هذه الحالة فإنه لو لم يقتل وبقي مدة ربما عادت شهوات الدنيا إليه وغلبت على ما استولى على قلبه من ذكر الله عز وجل .

ولهذا عظم خوف أهل المعرفة من الخاتمة ؛ فإن القلب وإن ألزم ذكر الله عز وجل فهو متقلب لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا ولا ينفك عن فترة تعتريه .

فإذا تمثل في آخر الحال في قلبه أمر من الدنيا ، واستولى عليه ، وارتحل عن الدنيا والحالة هذه ، فيوشك أن يبقى استيلاؤه عليه فيحن ، بعد الموت إليه ، ويتمنى الرجوع إلى الدنيا .

وذلك لقلة حظه في الآخرة ؛ إذ يموت المرء على ما عاش عليه ، ويحشر على ما مات عليه .

فاسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة إذ لم يكن قصد الشهيد نيل مال أو أن يقال : شجاع أو غير ذلك كما ورد به الخبر ، بل حب الله عز وجل وإعلاء كلمته فهذه الحالة هي التي عبر عنها إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآخرة .

وحالة الشهيد توافق معنى قولك : لا إله إلا الله ؛ فإنه لا مقصود له سوى الله عز وجل ، وكل مقصود معبود وكل معبود إله فهذا الشهيد قائل بلسان حاله : لا إله إلا الله ؛ إذ لا مقصود له سواه .

ومن يقول ذلك بلسانه ولم يساعده حاله فأمره في مشيئة الله عز وجل ولا يؤمن في حقه الخطر .

ولذلك فضل رسول الله صلى الله عليه وسلم قول : لا إله إلا الله على سائر الأذكار وذكر ذلك مطلقا في مواضع الترغيب

التالي السابق


وسئل الشيخ الأكبر -قدس سره-: عن قول المصنف -رحمه الله تعالى- إذا صار السالك في سماء الدنيا أمن خاطر الشيطان، وعصم منه. فأجاب: ههنا تحقيق ينبغي أن يتفطن له، وذلك أن القول إنما يثبت إذا صار الجسد فوق سماء الدنيا إذا مات الإنسان وانتقلت نفسه، وأما إذا كان في عالم الكشف وكذا كشف السموات فإنه فيها بروحانيته فقط، وخياله متصل، وللشيطان موازين يعلم بها أين مقام العبد في ذلك المشهد، فيظهر من مناسبات المقام ما يدخل عليه الوهم والشبهة، فإن كان عند السالك ضعف أخذ عنه، وتحقق بالجهل، ونال الشيطان منه غرضه في ذلك الوقت، وإن كان عارفا أو على يد شيخ محقق فإن ثم سلوكا يثبت به ما جاء به الشيطان ويستوفيه، ثم يأخذ منه، فيصير ذلك المشهد الشيطاني مشهدا ملكيا ثابتا، لا يقدر الشيطان أن يدفعه، فيذهب خاسرا خاسئا. ومنهم من أخذ من العدو ما أتى به، ويقلب عين ذلك الشبه، فيرده خالصا إبريزا. اهـ .

( وإلى ما ذكرناه الإشارة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "القبر إما حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة" ) قال العراقي: رواه الترمذي من حديث أبي سعيد بتقديم وتأخير، وقال: غريب. قال العراقي: قلت: فيه عبيد الله بن الوليد الوصافي، ضعيف اهـ .

قلت: وكذلك رواه الطبراني من حديثه بتقديم وتأخير بسند ضعيف، ورواه أيضا في معجمه الأوسط في ترجمة مسعود بن محمد الرملي من حديث أبي هريرة، وسنده ضعيف أيضا .

( وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: أرواح الشهداء في حواصل طير خضر") وفي نسخة: "طيور خضر، تعلق من ثمر الجنة" رواه الترمذي عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- ورواه مسلم من قول أبي مسعود، وسيأتي قريبا .

( وبقوله -صلى الله عليه وسلم- لقتلى بدر من المشركين) وقد سحبوا في قليب بدر: ( "يا فلان! يا فلان! وقد سماهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأسمائهم) وأسماء آبائهم: ( هل وجدتم ما وعد ربكم حقا) من القتل والخزي ( فإني وجدت ما وعدني ربي حقا) من النصر والغلبة ( فسمع عمر) بن الخطاب ( رضي الله عنه قوله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله كيف يسمعون وأنى يجيبون وقد جيفوا) أي: صاروا جيفة وأنتنوا ( فقال -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لكلامي منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا". والحديث في الصحيح) أي: رواه مسلم في صحيحه من حديث أنس.

( هذا قوله عليه السلام في المشركين، وأما المؤمنون والشهداء فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: إن أرواحهم في حواصل طير خضر معلقة تحت العرش" ) أما المؤمنون فرواه ابن ماجه من حديث كعب بن مالك "أن أرواح المؤمنين في طير خضر تعلق بشجر الجنة" ورواه النسائي بلفظ: "إنما نسمة المؤمن طائرة" ورواه الترمذي بلفظ: "أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تعلق بثمر الجنة" وقال: حسن صحيح .

وقد تقدم للمصنف قريبا: "وأما الشهداء" فرواه مسلم من حديث أبي مسعود ولم يرفعه، وسيذكر قريبا .

( وهذه الحالة وما أشير بهذه [ ص: 24 ] الألفاظ إليه لا ينافي ذكر الله عز وجل، وقال الله عز وجل: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم الآية) روى مسلم عن أبي مسعود البدري -رضي الله عنه- أنه سئل عن هذه الآية فقال: أما أنا قد سألنا عن ذلك فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر" فلم يسم فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي رواية الترمذي: "أما أنا قد سألنا عن ذلك فأخبرنا" وذكر صاحب مسند الفردوس أن ابن منيع صرح برفعه في سنده .

( ولأجل شرفهم) أي: الشهداء ( بذكر الله تعالى عظمت رتبة الشهادة) على غيرها، ففي الصحيح "فوددت أني أحيى فأقتل ثم أحيى فأقتل" ( لأن المطلوب) الأعظم ( الخاتمة) فإن حسنت قبلت الأعمال كلها ( ونعني بالخاتمة) هنا ( وداع الدنيا) وتركها وما يتعلق بها وراء ظهره ( والقدوم على الله عز وجل) بكمال همته ( والقلب مستغرق بالله تعالى، منقطع العلائق عن غيره) وذلك بمراعاة الأنفاس الصاعدة مع الله تعالى، وهذه أعلى المراتب، ودون ذلك من يراعي ساعاته، وأقل العارفين رتبة من يراعي يومه، وذلك أقل الدرجات، فهذا معنى الاستغراق بالله.

( فإن قدر عبد على أن يجعل همه) كله بعد ضمه عن التشتت ( مستغرقا بالله تعالى) تاركا ما سواه، وهذا الاستغراق يحصل بتهيئة المحل لما يجب عليه للربوبية وقطع العلائق الحسية والمعنوية، ومتى حصل له ذلك ( فلا يقدر على أن يموت على تلك الحالة إلا في صف القتال) مع أعداء الحق ( فإنه قد قطع عند ذلك الطمع عن مهجته) أي: نفسه ( وأهله وماله وولده، بل من الدنيا كلها؛ فإنه يريد إماتته في الشرع، وقد هون على قلبه حياته في حب الله عز وجل، وطلب مرضاته، ولا تجرد لله أعظم من ذلك في الشرع؛ ولذلك عظم أمر الشهادة) ونوه بشأنها ( وورد فيها من الفضائل ما لا يحصى، فمن ذلك أنه لما استشهد عبد الله) السلمي ( الأنصاري) والد جابر رضي الله عنهما ( يوم أحد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لجابر ابنه: "ألا أبشرك يا جابر؟ قال: بلى، بشرك الله بالخير، قال: إن الله -عز وجل- أحيا أباك وأقعده بين يديه، وليس بينه وبينه ستر، فقال الله تعالى: تمن علي يا عبدي ما شئت أعطيكه، فقال: يا رب تردني إلى الدنيا حتى أقتل فيك وفي نبيك) صلى الله عليه وسلم ( مرة أخرى، فقال الله عز وجل: سبق القضاء مني أنهم إليهم لا يرجعون ") .

قال العراقي: رواه الترمذي، وقال: حسن، وابن ماجه، والحاكم، وصحح سنده من حديث جابر اهـ .

ثم ( إن القتل سبب الخاتمة على مثل هذه الحالة) المرضية ( فإنه لو لم يقتل وبقي مدة) من الزمان ( ربما عادت شهوات الدنيا) إليه ( وغلبت على ما استولى على قلبه من ذكر الله تعالى) فبعد أن كان مؤهلا للرتبة العلية والحضور مال عنها، وتشاغل بالحظوظ، فذلك دليل الخذلان، نعوذ بالله من ذلك ( ولهذا أعظم خوف أهل المعرفة) بالله تعالى ( من سوء الخاتمة؛ فإن القلب وإن ألزم ذكر الله تعالى فهو متقلب) ، وإليه الإشارة بقول القائل:


وما سمي الإنسان إلا لأنسه وما القلب إلا أنه يتقلب

فهو إذا ( لا يخلو عن الالتفات إلى شهوات الدنيا) ولذاتها ( ولا ينفك عن فترة تعتريه) فلكل عمل فترة، كما ورد في الخبر، فالفترة تكون من الأعمال، وأما الوقفة فإنها تكون في الأموال، وسبب الوقفة إهمال حكم الحال، والإخلال بشيء من شروط الحال، وموجب الإخلال والإهمال لنقصان علم الحال، ونقصان علم الحال لنقصان علم القيام، وهذا النقصان هو الفتور عن المراقبة .

( فإذا تمثل في آخر الحال في قلبه أمر الدنيا، واستولى عليه، وارتحل عن الدنيا على هذه الحالة، فيوشك أن يبقى استيلاؤه عليه، فيحيا بعد الموت على [ ص: 25 ] ذلك، ويتمنى الرجوع إلى الدنيا، وذلك لقلة حظه في الآخرة؛ إذ يموت المرء على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه) .

وقد روى ابن ماجه والضياء في المختارة عن جابر، رفعه: "يحشر الناس على نياتهم" وقال الشيخ الأكبر -قدس سره-: والناس إنما يحشرون يوم القيامة على قدر معرفتهم بالله، الحاصلة في نفوسهم، لا على قدر معرفتهم بطريق المعرفة والعلم .

( وأسلم الأحوال من هذا الخطر) العظيم ( خاتمة الشهادة) في سبيل الله ( إذا لم يكن قصد الشهيد نيل مال) من الغنيمة ( وأن يقال: شجاع أو غير ذلك) والحمية والعصبية ( كما ورد به الخبر، بل) محض ( حب الله تعالى وإعلاء كلمته) .

روى البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: "جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله، قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" قاله العراقي.

قلت: وكذلك رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي ( فهذه الحالة هي التي عبر عنها بـ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) الآية ( ومثل هذا الشخص هو البائع للدنيا بالآخرة) وفي الآية إشارة إلى أن الزكاة في النفوس آكد منها في الأموال؛ ولهذا قدمها الله في الشراء، فالعبد ينفق في سبيل الله نفسه وماله.

( وحالة الشهيد توافق معنى قولك: لا إله إلا الله؛ فإنه لا مقصود له) أي: للشهيد ( سوى الله عز وجل) أي: حبه وإعلاء كلمته ( ولا معبود له سواه، وكل مقصود) إليه في الحقيقة ( معبود) أي: مستحق لهذا الوصف ( وكل معبود إله) حق، وقال مشايخنا النقشبندية: معنى "لا إله" نفي الإلهية الطبيعية، و"إلا الله" إثبات المعبود بالحق. وقال بعضهم: بل يتصور في النفي: لا معبود، والمتوسط يلاحظ: لا مقصود، والمنتهي: لا موجود، وما لم ينته السير إلى الله بوضع القدم في السير في الله تكون ملاحظته: لا موجود إلا الله كفرا .

( فهذا الشهيد قائل بلسان حاله: لا إله إلا الله؛ إذ لا مقصود له سواه، ومن يقول ذلك بلسانه) أي: ينفي المقصودية من غيره ويثبتها له تعالى ( ولم يساعده حاله) لعارض الوقفة ( فأمره في مشيئة الله -عز وجل- إن شاء آخذه وإن شاء عفا) عنه ( و) لكن ( لا يؤمن في حقه الخطر) لمخالفة حاله موطنه ( ولذلك فضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول: لا إله إلا الله على سائر الأذكار) قال العراقي: رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، والنسائي في اليوم والليلة من حديث جابر، رفعه: "أفضل الذكر لا إله إلا الله" اهـ .

قلت: وتمام الحديث: "وأفضل الدعاء الحمد لله" أخرجه الترمذي، والنسائي في الكبرى، جميعا عن يحيى بن حبيب، قال: حدثنا موسى بن إبراهيم المدني، عن طلحة بن خراش، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكره .

وأخرجه ابن حبان، عن محمد بن علي الأنصاري، عن يحيى بن حبيب. وأخرجه ابن ماجه، عن عبد الرحمن بن إبراهيم، والحاكم من رواية إبراهيم بن المنذر، كلاهما عن موسى بن إبراهيم.

قال الترمذي: حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث موسى. وقد روى علي بن المديني وغيره هذا الحديث عن موسى، قال الحافظ: ولم أقف في موسى على تجريح ولا تعديل، إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات، وقال: يخطئ، وهذا عجب منه؛ لأن موسى مقل، فإذا كان يخطئ مع قلة روايته فكيف يوثق ويصحح حديثه؟! فلعل من صححه أو حسنه تسمح؛ لكون الحديث من فضائل الأعمال، والله أعلم .

( وذكر ذلك مطلقا) أي: من غير قيد ( في مواضع الترغيب) وهي كثيرة، فمن ذلك ما رواه الحاكم، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أبيه، عن جده: "من قال: لا إله إلا الله وجبت له الجنة".

ومنه: ما رواه أحمد والبزار والطبراني من حديث أبي الدرداء: "من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة" قال أبو الدرداء: "وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق" وفي الثالثة: "على رغم أنف أبي الدرداء" ورواه الطبراني في الأوسط عن سلمة بن نعيم الأشجعي.

ومنه: ما رواه الخطيب، عن أنس: "من قال: لا إله إلا الله طلبت ما في صحيفته من الحسنات". ومنه ما رواه ابن شاهين، عن أبي هريرة: "من قال: لا إله إلا الله كتب له عشرون حسنة" الحديث .




الخدمات العلمية