الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وفقنا الله لطاعته في أمره والتأسي به في فعله آمين يا رب العالمين .

التالي السابق


(تتمة) *

قال الحليمي في شعب الإيمان من تعظيمه ـ صلى الله عليه وسلم- أن لا يوصف بما هو عند الناس من أوصاف الضعة، فلا يقال: كان فقيرا، ومن ثم أنكر بعضهم إطلاق الزهد في حقه، ولقد قيل لمحمد بن واسع : فلان زاهد، فقال: وما قدر الدنيا حتى يزهد فيها .

ونقل السبكي عن الشفاء وأقره أن فقهاء الأندلس أفتوا بقتل من استخف بحقه ـ صلى الله عليه وسلم- فسماه أثناء مناظرته باليتيم، وزعم أن زهده لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات لأكلها، وذكر البدر الزركشي عن بعض الفقهاء: أنه ـ صلى الله عليه وسلم- لم يكن فقيرا من المال قط، ولا حاله حال فقير، بل كان أغنى الناس بالله تعالى، قد كفي أمر دنياه في نفسه وعياله، وكان يقول في قوله: "اللهم أحيني مسكينا" المراد به استكانة القلب لا المسكنة الشرعية، وكان يشدد النكير على من يعتقد خلاف ذلك، (وفقنا الله لطاعته في أمره والتأسي به في فعله آمين) ، أي استجب (رب العالمين) .




الخدمات العلمية