الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
وكان من خلقه تسمية دوابه وسلاحه ومتاعه وكان اسم رايته العقاب .

التالي السابق


(وكان من خلقه) -صلى الله عليه وسلم- (تسمية دوابه وسلاحه ومتاعه) أغفله العراقي : وقد روى الروياني وابن عساكر من حديث ابن عباس "كان يلبس القلانس تحت العمائم" الحديث، وفي آخره "وكان من خلقه أن يسمي سلاحه ودوابه ومتاعه" ، أي كما كان يسمي قميصه ورداءه وعمامته .

(وكان اسم رايته العقاب) رواه ابن عدي من حديث أبي هريرة بسند ضعيف "كانت راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسمى العقاب"، ورواه أبو الشيخ من حديث الحسن مرسلا قاله العراقي .

قلت: وكذلك رواه ابن سعد في الطبقات ، وروى الترمذي ، وابن ماجه ، والحاكم من حديث ابن عباس : "كانت رايته سوداء ولواؤه أبيض" قال الطيبي: أي غالب لونها أسود بحيث ترى من بعيد سوداء لا أن لونها أسود خالص ، وسكت عنه الحاكم ولم يصححه ; لأن فيه يزيد بن حبان مضعف ، وقيل : بل هو مجهول الحال، وساقه ابن عدي من مناكير حبان بن عبيد الله ، نعم رواه الترمذي في العلل عن البراء من طريق آخر بلفظ : "كانت سوداء مربعة من نمرة ، ثم قال: سألت عنه محمدا" يعني البخاري ، فقال: حديث حسن .

ورواه الطبراني باللفظ المذكور من هذا الوجه ، وزاد :مكتوب عليه: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وفي سنن أبي داود أنها كانت صفراء .



(تنبيه)

الراية العلم الكبير ، واللواء العلم الصغير ، فالراية هي التي يتولاها صاحب الحرب ويقاتل عليها ، وإليها تميل المقاتلة ، واللواء علامة كبكبة الأمير تدور معه حيث دار ، وقال ابن العربي: اللواء ما يعقد في طرف الرمح ، ويكون عليه ، والراية ما يعقد فيه ويترك حتى تصفقه الرياح .




الخدمات العلمية