الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فهذا يدل على أن من الناس من يعلم هذا العلم ليس مما استأثر الله به، ولكن بعض الناس ينكره، فإن كان تأويل المتشابه من هذا كما ادعوه فقد ثبت أن العلماء بالله يعلمون تأويل المتشابه، وبطل قولهم، وإن لم يكن منه بطلت حجتهم، فعلى التقديرين بطل استدلالهم بهذا الحديث.

ولا ريب أن من العلم ما لا تقبله عقول كثيرة، كما قال ابن مسعود: "ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم".

وقال علي رضي الله عنه: "حدثوا الناس بما يعرفون، ودعوا ما ينكرون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله". [ ص: 330 ]

وقد ذكره البخاري في صحيحه وترجمه (باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا) وذكر حديث معاذ بن جبل لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا حرمه الله على النار». قال: يا رسول الله، ألا أخبر الناس؟ قال: «إذا يتكلوا». فأخبر بها معاذ عند موته تأثما.

التالي السابق


الخدمات العلمية