الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأما لفظ "الأبدال" فقد جاء ذكره في كلام كثير من السلف: فلان كان يعد من الأبدال. ولفظ "الأوتاد" جاء في كلام بعضهم.

فأما لفظ "الأبدال " فقد فسر بثلاثة معان:

قيل: سموا أبدالا لأنهم أبدال عن الأنبياء، وهذا المعنى صحيح.

فإن الأنبياء، لهم خلفاء، كما كان الخلفاء الراشدون خلفاء للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد كان له في حياته ولغيره من الأنبياء خلفاء في أمر دون أمر، فإنه كان إذا خرج في غزو أو حج أو عمرة استخلف على المدينة بعض أصحابه، كما كان يستخلف ابن أم مكتوم وغيره، واستخلف علي بن أبي طالب [في] غزوة تبوك، وكان قد خرج معه عامة أصحابه، ولم يبق بالمدينة من المؤمنين إلا معذور، غير الثلاثة الذين خلفوا، فخرج إليه علي، فقال: يا رسول الله، أتدعني مع النساء والصبيان؟ فقال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ " وقد قال تعالى: وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين . [ ص: 68 ]

فاستخلف موسى هارون مدة ذهابه للميقات إلى أن عاد.

وكذلك كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته ولاة على الأمصار كعتاب بن أسيد وخالد بن سعيد وغيرهما، وسعاة على الصدقات ونواب في التعليم، كمعاذ وأبي موسى، وكل من هؤلاء خليفة له وبدل عنه في بعض الأمور دون بعض.

التالي السابق


الخدمات العلمية