الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

* وأما الذي يشرب الشراب، ويأكل الحرام، ويقر بالشهادتين هل هو مسلم أم لا؟

الجواب: إذا كان مقرا بالشهادتين باطنا وظاهرا، لم يكن معصيته بشرب الخمر وأكل الحرام مخرجا له عن الإسلام بالكلية، ولا مخرجا له عن جميع الإيمان، بل مذهب سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة المسلمين الأربعة وغيرهم: أن من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان لم يخلد في النار، ومن أقر بالشهادتين لم يكن كافرا بمجرد معصيته. [ ص: 11 ]

ولكن الخوارج والمعتزلة يقولون: إن صاحب الكبائر ليس معه من الإيمان والإسلام شيء، وهذا القول مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف من الأمة.

لكن هؤلاء إذا كانوا طائفة ممتنعة، قوتلوا حتى يلزموا شرائع الإسلام، وأما الواحد فيقام عليه الحدود الشرعية إذا أمكن ذلك، وإلا فيفعل المؤمن ما يقدر عليه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

التالي السابق


الخدمات العلمية