الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيهات

                                                                                                                                                                                                                              الأول : قال الحافظ أبو بكر البرقاني سألني الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر إسماعيل رحمه الله تعالى كيف يجمع بين تتبع النبي صلى الله عليه وسلم الدباء في القصعة من حواليها ، وبين قوله عليه السلام : «كل مم يليك ؟ » فلم يحضرني شيء فقلت : ما يقول : الشيخ ؟ فقال : إن حديث الدباء كان الرجل الخياط أصلح ذلك الطعام خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وما كان هذا سبيله فجائز أكله على طريق التتبع ، وما لم يكن كذلك فالأكل مما يلي الآكل .

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو الحسن بن الضحاك رحمه الله تعالى : ويحتمل أن يقال في الجمع بينهما إن النهي عن ذلك إنما هو من طريق التقزز الذي يصيب من يأكل مع آخر في صحفة واحدة ، والنبي صلى الله عليه وسلم يتبرك بموضع يده حيث حل ، وترجى بركتها ، ويحرص على ملاقاتها للطعام حيث كان ، ويتنافس في الأكل من الموضع الذي حلت فيه يده ، فشتان بين يد طهرها بارئها ، وكرمها خالقها ومنشئها ، وبين يد لا تشاركها إلا في الاسمية ، وتباعد منها في كل فضيلة سنية ، والله تعالى يختص برحمته من يشاء ، لا إله غيره انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني : قال الحافظ أبو عمرو : من طريق الإيمان حب ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ، واتباع ما كان يفعله ، ألا ترى أن قول أنس فلم أزل أحب الدباء بعد ذلك اليوم .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية