الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثامن في غسله- صلى الله عليه وسلم-

                                                                                                                                                                                                                              وفيه أنواع :

                                                                                                                                                                                                                              الأول : في صفة غسله- صلى الله عليه وسلم :

                                                                                                                                                                                                                              روى الأئمة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسل من الجنابة ، دعا بشيء نحو الحلاب فيغسل يديه ثلاثا ، يصب الإناء على يديه قبل أن يدخلهما في الإناء ، ثم يأخذ بيمينه ، ثم يصب على شماله ، فيغسل بها فرجه حتى ينقيه ، ثم يهوي بها إلى الحائط يدلكها به ، ثم غسلها غسلا حسنا ، ثم يتمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ، ويغسل وجهه ثلاثا ، وذراعيه ثلاثا ، ثم يصب على رأسه ثلاثا ، ثم يغسل ، فإذا فرغ غسل قدميه ، ثم يدخل يده في الإناء فيخلل شعره ، حتى إذا رأى أنه قد أصاب البشرة أو أنقى البشرة أفرغ على رأسه ثلاثا ، فإذا فضل فضلة صبها عليه» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية عند الإمام الشافعي ، والشيخان ، وأبي داود ، والترمذي : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا اغتسل من الجنابة وبدأ غسل يديه ، ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول الشعر ، ثم يصب على رأسه ثلاث غرفات بيديه ، ثم يعيد الماء على جلده كله حتى ظن أنه قد روى بشرته . أفاض عليه الماء» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود وابن ماجه ، والترمذي ، والدارقطني عن ميمونة- رضي الله تعالى عنها- قالت : «وضعت لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ماء يغسل به» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : غسلا فسترته بثوب ، فصب على يديه فغسلهما مرتين أو ثلاثا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : فأكفأ الإناء بشماله على يمينه فغسل كفيه ثلاثا ، ثم أفرغ بيمينه على شماله فغسل مذاكيره ، ثم دلك يده بالأرض دلكا شديدا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : فغسل وجهه وضرب بيده الأرض فمسحها ثم غسلها . [ ص: 61 ]

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : الحائط ، ثم مضمض واستنشق ، ثم غسل وجهه ويده ثم غسل رأسه ثلاثا ، فتوضأ وضوءه للصلاة .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : غير رجليه ، وغسل فرجه وما أصابه ثلاثا من الأذى ، ثم أفاض عليه ثم على رجليه فغسلهما .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : ثم أفرغ على جسده ، ثم تنحى من مقامه فغسل قدميه؛ فناولته خرقة ، فقال بيده هكذا ، ولم يردها فجعل ينفض بيده .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، عن جبير بن مطعم- رضي الله تعالى عنه- وقال : تماروا ، وفي رواية : تذاكروا غسل الجنابة عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال بعض القوم : أما أنا فإني أغسل رأسي كذا وكذا ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «أما أنا فأفيض على رأسي ثلاثة أكف ، ثم أفيض [بعد] على سائر جسدي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يغتسل من الجنابة بدأ بكفيه فغسلهما ، ثم غسل مرافغه ، وأفاض عليه الماء ، فإذا أنقاهما أهوى بهما إلى الحائط ، ثم يستقبل الوضوء ويفيض الماء على رأسه» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية