الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الرابع عشر في أذكاره ودعواته بعد صلواته من غير تعيين صلاة- صلى الله عليه وسلم-

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ، ومسلم ، والأربعة ، عن ثوبان- رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم استغفر الله ثلاثا ، ويقول : «اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» .

                                                                                                                                                                                                                              قيل للأوزاعي : كيف الاستغفار ؟ قال : يقول : «أستغفر الله» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ومسلم والنسائي ، وأبو داود ، عن عبد الله بن الزبير- رضي الله تعالى عنهما- أنه كان يقول في دبر كل صلاة حين يسلم : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا حول ولا قوة إلا بالله [لا إله إلا الله] ، ولا نعبد إلا إياه ، له النعمة ، وله الفضل ، وله الثناء الحسن الجميل ، لا إله إلا الله ، مخلصين له الدين ، ولو كره الكافرون» . قال : «وكان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يهلل بهن ، دبر كل صلاة» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية عنه قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا سلم من صلاته يقول : زاد الإمام الشافعي : بصوته الأعلى وذكر الحديث» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والشيخان ، وأبو داود ، والنسائي ، والطبراني برجال الصحيح ، عن المغيرة بن شعبة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى وابن حبان عن كعب الأحبار- رحمه الله تعالى- «أنه حلف بالله الذي فلق البحر لموسى عليه السلام إنا نجد في التوراة ، أن داود النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو بهؤلاء الكلمات عند انصرافه من الصلاة ، اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي ، اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبعفوك من نقمتك ، وأعوذ بك منك ، اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» . [ ص: 169 ]

                                                                                                                                                                                                                              قال كعب : وحدثني صهيب : إن محمدا- صلى الله عليه وسلم- كان يقولهن عند انصرافه من الصلاة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي والترمذي عن أبي بكرة - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يقول في دبر الصلاة : «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة ، والنسائي في عمل اليوم والليلة عن رجل من الأنصار- رضي الله تعالى عنه- قال : سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في دبر الصلاة يقول : «اللهم اغفر لي وتب علي ، إنك أنت التواب الغفور» ، مائة مرة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا سلم من صلاته قال : «اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار بسند جيد عن جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه- والبزار والطبراني بسند حسن عن ابن عباس ، والطبراني عن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهم- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا انصرف من الصلاة ، قال : «لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد» ، زاد جابر والطبراني عن ابن عباس . «يحيي ويميت» ، زاد البزار عن ابن عباس : «بيده الخير» ، ثم اتفقوا : «وهو على كل شيء قدير ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال : كنا نعرف انصراف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : «سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند جيد ، والنسائي غير قولها : دبر كل صلاة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول في دبر كل صلاة : «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل أعذني من حر النار ومن عذاب القبر» . [ ص: 170 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار والطبراني من طريق زيد العمي ، وبقية رجاله ثقات ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى وفرغ من صلاته مسح بيمينه على رأسه» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : «على جبهته» ، وقال : «باسم الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، اللهم أذهب عني الهم والحزن» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : «الغم والحزن» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار وأبو يعلى بسند ضعيف عنه قال : «ما صلى بنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صلاة مكتوبة قط ، إلا قال حين أقبل علينا بوجهه : «اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني ، وأعوذ بك من كل صاحب يرديني ، وأعوذ بك من كل أمل يلهيني ، وأعوذ بك من كل فقر ينسيني ، وأعوذ بك من كل غنى يطغيني» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى برجال ثقات ، إلا أبا هارون عن أبي هارون قال : قلنا لأبي سعيد : هل حفظت عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- شيئا كان يقوله بعد ما يسلم ؟ قال : نعم ، قال : كان يقول : «سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند ضعيف ، عن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : كان مقامي بين كتفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فكان إذا سلم قال : «اللهم اجعل خير عمري آخره ، اللهم اجعل خواتيم عملي رضوانك ، اللهم اجعل خير أيامي يوم لقائك» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني بسند جيد عن أبي أيوب - رضي الله تعالى عنه- قال : ما صليت خلف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلا سمعته يقول : حين ينصرف : «اللهم اغفر لي خطاياي وذنوبي كلها ، وأجرني ، واهدني لصالح الأعمال والأخلاق لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت» .

                                                                                                                                                                                                                              ورواه عن أبي أمامة أيضا برجال ثقات .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار برجال ثقات عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال «ما صليت وراء نبيكم- صلى الله عليه وسلم- إلا سمعته يقول حين ينصرف : «اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي ، اللهم اهدني لصالح الأعمال والأخلاق؛ إنه لا يهدي لصالحها إلا أنت ، ولا يصرف سيئها إلا أنت» . [ ص: 171 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية