الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس عشر فيما كان يقوله ويفعله- صلى الله عليه وسلم- بعد الصبح ، والعصر ، والمغرب .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني برجال ثقات- غير الفضل بن موفق ، وثقه ابن حبان ، وضعف حديثه أبو حاتم الرازي - عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه حتى يمكنه الصلاة ، وقال : «من صلى الصبح ثم جلس حتى يمكنه الصلاة كانت له بمنزلة عمرة ، وحجة متقبلتين» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال الصحيح عن جابر بن سمرة - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى برجال ثقات- غير أبي عابد محتسب - أبو عائذ- وثقه ابن حبان ، وضعفه غيره- عن أنس - رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال : «لأن أقعد مع قوم يذكرون الله من بعد صلاة الفجر إلى أن تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من بني إسماعيل ، دية كل رجل منهم اثنا عشر ألف ، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي أن أعتق أربعة من بني إسماعيل ، دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والطبراني في الدعاء عنه ، قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح بأصحابه أقبل على القوم فقال : «اللهم إني أعوذ بك من عمل يخزيني ، اللهم إني أعوذ بك من غنى يطغيني ، اللهم إني أعوذ بك من صاحب يؤذيني ، [اللهم إني أعوذ بك من أمل [ ص: 173 ] يلهيني] ، اللهم إني أعوذ بك من فقر ينسيني [وأعوذ بك من كل غنى يطغيني]» .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن زميل الجهني - رضي الله عنه- قال : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح قال : وهو ثان رجله : «سبحان الله وبحمده ، وأستغفر الله ، إنه كان توابا» ، سبعين مرة ، ثم يقول : «سبعين بسبعمائة ، لا خير فيمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة» ، ثم يستقبل الناس بوجهه .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني برجال ثقات عن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها- قالت : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول بعد صلاة الصبح ، «اللهم إني أسألك رزقا طيبا ، وعلما نافعا ، وعملا متقبلا» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني عن أبي موسى ، والطبراني عن أبي برزة الأسلمي - رضي الله تعالى عنهما- قالا : كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح يرفع صوته حتى يسمع أصحابه يقول :

                                                                                                                                                                                                                              «اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري» ثلاث مرات (زاد أبو موسى : اللهم أصلح لي آخرتي التي جعلت إليها مرجعي ثلاث مرات ، اللهم أصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي ثلاث مرات) «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك . . ثلاث مرات ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية