الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث في بيان عدد سجداته- صلى الله عليه وسلم- على سبيل التفصيل

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود والدارقطني ، عن أبي سعيد الخدري- رضي الله تعالى عنه- قال : «قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سورة (ص ) وهو على المنبر ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها [فلما بلغ السجدة] فتشزن الناس للسجود ، فقال :

                                                                                                                                                                                                                              رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : «إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم فنزل فسجد وسجدوا»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد برجال الصحيح عنه ، أنه رأى رؤيا أنه يكتب (ص ) فلما بلغ إلى سجدتها رأى الدواة والقلم وكل شيء بحضرته انقلب ساجدا ، قال : فقصها على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلم يزل يسجد بها بعد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى برجال ثقات والدارقطني عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سجد في (ص ) .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى والطبراني عن أبي سعيد- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة ، وكأن الشجرة تقرأ سورة [ص] ، فلما أتت على السجدة سجدت ، فقالت في سجودها : اللهم اغفر لي بها ذنبا ، اللهم حط عني بها وزرا ، وأورث لي بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته ، فجئت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأخبرته ، قال :

                                                                                                                                                                                                                              «سجدت أنت يا أبا سعيد ؟ » قلت : لا ، قال : «فإنك أحق بالسجود من الشجرة» ، ثم قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سورة (ص ) ثم أتى على السجدة وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : (ص ) ليس من عزائم السجود ، وقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يسجد فيها .

                                                                                                                                                                                                                              (النجم ) .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي عن ابن مسعود ، والبخاري والترمذي [ ص: 202 ] والدارقطني عن ابن عباس والإمام أحمد والنسائي عن المطلب بن وداعة والإمامان الشافعي وأحمد والدارقطني عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنهم- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ بمكة سورة النجم وسجد فيها ، وسجد من كان معه ، ولفظ ابن عباس وأبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس ، زاد أبو هريرة : والشجر ، قال ابن مسعود : غير أن شيخا من قريش أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته فقال : يكفيني هذا ، فلقد رأيته بعد قتل كافرا ، وهو أمية بن خلف ، وقال المطلب فرفعت رأسي وأبيت أن أسجد ، ولم يكن المطلب يومئذ أسلم- وكان بعد ذلك لا يسمع أحدا يقرؤها إلا سجد معه» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار برجال ثقات- غير مسلم بن أبي مسلم الجرمي فيحرر حاله- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- قال : كتبت سورة النجم عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فلما بلغ السجدة سجدنا معه وسجدت الدواة والقلم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري فيما ذكره أبو مسعود الدمشقي في أطرافه ، قال الحميدي لم أجده فيما عندنا من النسخ . عن ابن عمر- رضي الله تعالى عنهما- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ النجم فسجد فيها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان الشافعي وأحمد والشيخان والثلاثة عن زيد بن ثابت- رضي الله تعالى عنه- قال : قرأت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- النجم فلم يسجد فيها .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن أبي الدرداء- رضي الله تعالى عنه- أنه سجد مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إحدى عشرة سجدة ، منهن النجم .

                                                                                                                                                                                                                              إذا السماء انشقت .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمامان مالك والشافعي ، وأحمد والشيخان والنسائي عن أبي سلمة- رحمه الله [ ص: 203 ] تعالى- قال : رأيت أبا هريرة قرأ إذا السماء انشقت فسجد بها ، فقلت : يا أبا هريرة ألم أرك تسجد ؟ لو لم أر النبي- صلى الله عليه وسلم- سجد لم أسجد .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان وأبو داود والنسائي عن أبي رافع الصائغ قال : صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ إذا السماء انشقت [فسجد] ، فقلت ما هذا ؟ قال : سجدت بها خلف أبي القاسم- صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              في إذا السماء انشقت ، واقرأ .

                                                                                                                                                                                                                              روى مسدد بسند صحيح عن أبي رافع قال : صليت خلف عمر- رضي الله تعالى عنه- العشاء فقرأ إذا السماء انشقت فسجد فيها .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية