الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الخامس في صلاته- صلى الله عليه وسلم- قبيل الزوال وعنده

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد مطولا ، وأبو داود ، وابن ماجه مختصرا ، عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- قال : أدمن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أربع ركعات عند زوال الشمس ، فقلت : «يا رسول الله : ما هذه الركعات التي أراك أدمنتها ؟ قال : «إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس ، فلا تريح حتى يصلى الظهر ، فأحب أن يصعد لي فيها خير» ، فقلت : يا رسول الله تقرأ فيهن كلهن ؟ قال : «نعم» [قلت] ففيها سلام فاصل ؟ قال : لا .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، والترمذي ، عن عبد الله بن السائب- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي قبل الظهر بعد الزوال أربعا ، ويقول : «إن أبواب السماء تفتح عند زوال الشمس فأحب أن أقدم فيها عملا صالحا» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : «أن يصعد لي فيها عمل صالح» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد ، وابن ماجه ، عن عائشة- رضي الله [تعالى] عنها- قالت : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي أربعا قبل الظهر ، يطيل فيهن القيام ، ويحسن فيهن الركوع والسجود» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي عن علي- رضي الله تعالى عنه- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصلي حين ترتفع الشمس ركعتين ، وقبل نصف النهار أربع ركعات ، ويجعل التسليم في آخرها» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد- بسند جيد- عن أبي هريرة- رضي الله تعالى عنه- «ما هجرت إلا وجدت النبي- صلى الله عليه وسلم- يصلي» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الطبراني- بسند ضعيف- عن ابن عباس- رضي الله تعالى عنهما- قال : «كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا استوى النهار خرج إلى بعض حيطان المدينة ، وقد سير له فيها طهوره ، فإن كانت له حاجة قضاها ، وإلا تطهر ، فإذا زالت الشمس ، عن كبد السماء قدر شراك قام [ ص: 309 ] فصلى أربع ركعات لم يتشهد بينهن ، ويسلم في آخر الأربع ، ثم يقوم فيأتي المسجد» الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار- بسند ضعيف- عن ثوبان - رضي الله تعالى عنه- «أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- كان يستحب أن يصلي بعد نصف النهار ، فقالت عائشة : يا رسول الله أراك تستحب الصلاة هذه الساعة ، قال : «تفتح أبواب السماء ، وينظر الله تعالى بالرحمة إلى خلقه» الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن عساكر ، وأبو داود ، عن أبي أيوب- رضي الله تعالى عنه- قال : «رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا زالت الشمس أو زاغت ، أو كما قال : إن كان في يده عمل الدنيا رفضه ، وإن كان نائما يوقظ له ، فيقوم فيغتسل ، أو يتوضأ ، ثم يركع ركعات يتمهن ويحسنهن ، ويتمكن فيهن ، فلما أراد أن ينطلق ، قلت يا رسول الله رأيتك إذا زالت الشمس ، أو زاغت ، فإن كان في يدك عمل من الدنيا رفضته ، وإن كنت نائما ، فكأنما توقظ له ، فتغتسل أو تتوضأ ، ثم تركع أربع ركعات تتمهن وتحسنهن ، وتمكث فيهن ، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «إن السماوات ، وأبواب الجنة تفتح في تلك الساعة ، فما ترتج أبواب السماوات وأبواب الجنة حتى تصلى هذه الصلاة ، فأحببت أن يصعد لي تلك الساعة خير» .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية : «فأحب أن يرفع لي عمل في أول عمل العابدين» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية