الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثاني والثلاثون في بعض ما أخبر به صلى الله عليه وسلم من الشدائد والفتن

                                                                                                                                                                                                                              روى الحارث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يأتي على الناس زمان تحل فيه الغربة ، ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ، أو من جحر إلى جحر ، كالطائر يغير فراخه ، وكالثعلب بأشباله ، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ، ويعتزل الناس إلا من خير ، ولمائة شاة عفراء بسلع أحب إلي من ملك بني النضير ، ذلك إذا كان كذا وكذا» .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : «ولمائة شاة» إلى آخره؛ الظاهر أنه مدرج . وروى الطيالسي برجال ثقات عن يزيد بن أبي حبيب أن رجلين اختصما إلى أبي الدرداء رضي الله عنه في شبر من الأرض فقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «إذا كنت في أرض ، فسمعت رجلان يختصمان في شبر من الأرض فاخرج منها» .

                                                                                                                                                                                                                              فخرج أبو الدرداء فأتى الشام .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أيتكن [ ص: 165 ] صاحبة الجمل الأدبب ؟ يقتل حولها قتلى كثيرة تنجو بعد ما كادت» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى نعيم بن حماد في الفتن بسند جيد رجاله ثقات وفيه انقطاع عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أربع فتن تكون بعدي : الأولى تسفك فيها الدماء ، والثانية تستحل فيها الدماء والأموال ، والثالثة تستحل فيها الدماء والأموال والفروج ، والرابعة صماء عمياء مطبقة تمور مور الموج في البحر ، حتى لا يجد أحد من الناس منها ملجأ ، تطيف بالشام ، وتغشى العراق ، وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها ، تعدل الأمة فيها بالبلاء عدل الأديم ، ثم لا يستطيع أحد من الناس أن يقول فيها : مه مه ، لا يدفعونها من ناحية إلا انفقعت من ناحية أخرى» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الخطيب عن معاذ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أصابتكم فتنة الضراء فصبرتم ، وإن أخوف ما أخاف عليكم فتنة السراء من قبل النساء إذا تسورن الذهب ، ولبسن ريط الشام ، وعصب اليمن ، وأتعبن الغني وكلفن الفقير ما لا يجد» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو يعلى وابن حبان عن قيس بن أبي حازم عن أنس رضي الله عنه قال : بلغت عائشة بعض مياه بني عامر ليلا فنبحت الكلاب عليها ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : الحوأب ، فوقفت وقالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا ذات يوم : «كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب ؟ »

                                                                                                                                                                                                                              فقال الزبير رضي الله عنه : لا ترجعين عسى أن يصلح الله بك بين الناس .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية