الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب السابع فيما علمه صلى الله عليه وسلم لأمته للأمان من السرقة وغيرها

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني في الكبير وسمويه عن أنس قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته ، فقال :

                                                                                                                                                                                                                              «اللهم ، أقبل بقلوبهم على طاعتك ، وحط من وراءهم برحمتك»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في قوله تعالى . [ ص: 228 ]

                                                                                                                                                                                                                              قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن الآية ، «هو أمان من السرقة»
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وإن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تلاها حين أخذ مضجعه ، فدخل عليه سارق فجمع ما في البيت وحمله والرجل ليس بنائم حتى انتهى به إلى الباب ، فوجده مسدودا ، فوضع الكارة ، فإذا هو مفتوح ، ففعل ذلك ثلاث مرات ، فضحك صاحب الدار ، ثم قال : إني أحصنت بيتي .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد عن أبان بن أبي عياش أن أنس بن مالك رضي الله عنه كلم الحجاج ، فقال له الحجاج : لولا خدمتك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب أمير المؤمنين فيك ، كان لي ولك شأن ، فقال أنس : أيهات أيهات ، لما غلظت أرنبتي ، وأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صوتي ، علمني كلمات لم يضرني معهن عتو جبار ، ولا عنوته مع تيسير الحوائج ، ولقاء المؤمنين بالمحبة فقال الحجاج : لو علمتنيهن ، فقال : لست لذلك بأهل ، فدس إليه الحجاج ابنيه ومعهما مائتا ألف درهم ، وقال لهما : الطفا بالشيخ عسى أن تظفرا بالكلمات ، فلم يظفرا بها ، فلما كان قبل أن يهلك بثلاث ، قال لي : دونك هذه الكلمات ، ولا تضعها إلا في موضعها ، فذكر أبان ما أعطاه الله تعالى مما أعطى أنسا مع ذهاب ما أذهبه الله عني مما كنت أجد- الله أكبر الله أكبر ، بسم الله على نفسي وديني ، بسم الله على أهلي ومالي ، بسم الله على كل شيء أعطاني ، بسم الله خير الأسماء ، بسم الله رب الأرض والسماء ، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء ، بسم الله افتتحت ، وعلى الله توكلت ، الله ربي ، لا أشرك به أحدا ، أسألك اللهم بخيرك من خيرك الذي لا يعطيه غيرك ، عز جارك ، جل ثناؤك ، ولا إله إلا أنت ، اجعلني في عياذك وجوارك من كل سوء ، ومن الشيطان الرجيم ، اللهم إني أستجيرك من كل شيء خلقت ، وأحترس بك منهن ، وأقدم بين يدي ، بسم الله الرحمن الرحيم ، قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ومن تحتي ، يقرأ في هذه الست قل هو الله أحد إلى آخر السورة .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، علمني كلاما أقوله ، قال : «قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله رب العالمين ، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم» ، قال : فهؤلاء لربي ، فما لي ؟ قال : «قل : اللهم اغفر لي وارحمني ، وارزقني ، وعافني ، شك الراوي في وعافني» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي عن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم أبا حصين كلمتين يدعو بهما : اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي وقال : غريب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «اللهم ، اجعل سريرتي خيرا من علانيتي ، واجعل علانيتي صالحة ، اللهم إني أسألك من صالح ما تؤتي الناس من المال والأهل والولد غير الضال ولا المضل» . [ ص: 229 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الترمذي وقال : حديث صحيح عن العباس رضي الله عنه قلت : يا رسول الله ، علمني شيئا أسأل الله تعالى ، قال : «سل الله العافية» ، فمكثت أياما ، ثم جئت فقلت : يا رسول الله علمني شيئا أسأل الله تعالى ، قال : «يا عباس ، يا عم رسول الله ، سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة» .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة والحاكم ، وصححه عن بريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا أعلمك كلمات ، من يرد الله به خيرا يعلمهن إياه» ، ثم علمه إياهن : اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي ، وخذ إلى الخير بناصيتي ، واجعل الإسلام منتهى رضاي ، اللهم إني ضعيف فقوني ، وإني ذليل فأعزني ، وإني فقير فارزقني .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية