الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الباب الثالث عشر في موازاته صلى الله عليه وسلم ما أوتيه داود

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو نعيم : أوتي تسبيح الجبال ، ونظير ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصا والطعام كما تقدم ، وأوتي تسخير الطير ، وتقدم تسخير سائر الحيوانات لنبينا صلى الله عليه وسلم وأوتي إلانة الحديد ، وقد لينت الحجارة لنبينا صلى الله عليه وسلم وصم الصخور حين استتر من المشركين يوم أحد ، مال برأسه إلى الجبل ليخفي شخصه عنهم ، فلين الله تعالى له الجبل حتى أدخل رأسه ، وذلك ظاهر باق يراه الناس ، وكذلك في بعض شعاب مكة حجر أصم استروح إليه صلى الله عليه وسلم في صلاته فلان له الحجر ، حتى أثر فيه بذراعيه وساعديه وذلك مشهور ، وهذا أعجب؛ لأن الحديد يلينه النار ولم تر النار تلين الحجر ، وأوتي الحكمة ، وفصل الخطاب ، وقد كانت الحكمة التي أوتيها نبينا صلى الله عليه وسلم ، والشريعة التي شرعت له أكمل من كل حكمة وشرعة كانت قبله من الأنبياء .

                                                                                                                                                                                                                              وقد قال صلى الله عليه وسلم : «أوتيت جوامع الكلم ، واختصر لي الكلام اختصارا»

                                                                                                                                                                                                                              ولا شك أن العرب أفصح الأمم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفصحهم لفظا ، وأجملهم لكل خلق جميل مطلقا ، وأوتي سرعة القراءة وحسن الصوت ، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم حسن الصوت بتلاوة القرآن ، قال جبير بن مطعم : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المغرب بالتين والزيتون ، فما سمع صوتا أطيب من صوته ، وكان يقرأ ترتيلا كما أمره الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية