الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والأربعون بعد المائة .

                                                                                                                                                                                                                              وبأنه -صلى الله عليه وسلم- لما عادت الحمى إلى المدينة باختياره إياها ، لم تستطع أن تأتي أحدا من أهلها حين جاءت ووقفت ببابه ، واستأذنته فيمن يبعثها إليه فأرسلها إلى الأنصار .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد برجال الصحيح وأبو يعلى والطبراني وابن حبان في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه- قال : استأذنت الحمى على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : "من هذه ؟ " قالت : أم ملدم ، فأمر بها إلى أهل قباء ، فلقوا ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، فأتوه ، فشكوا ذلك إليه فقال : "ما [ ص: 334 ]

                                                                                                                                                                                                                              شئتم إن شئتم دعوت الله -عز وجل- فيكشفها عنكم ، وإن شئتم تكون لكم طهورا"
                                                                                                                                                                                                                              وفي لفظ : "طهرت ذنوبكم" قالوا : أو تفعل ؟ قال : "نعم" ، قالوا : فدعها . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              الخمسون بعد المائة .

                                                                                                                                                                                                                              وبإحلال مكة له ساعة من نهار لم تحل لأحد قبله -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والخمسون بعد المائة .

                                                                                                                                                                                                                              وبأنه -صلى الله عليه وسلم- حرم ما بين لابتي المدينة .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد ومسلم والنسائي عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- ومسلم وابن جرير عن رافع بن خديج أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "إن إبراهيم حرم مكة وإني حرمت ما بين لابتيها" .

                                                                                                                                                                                                                              زاد جابر : "فلا يعضد شوكها ولا يقطع عضاهها" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشرف على المدينة ، فقال : "اللهم إني حرمت ما بين جبليها مثل ما حرم إبراهيم مكة" . . . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والخمسون بعد المائة .

                                                                                                                                                                                                                              وبأنه لا يقتل حيات المدينة إلا بالإنذار . والحديث الوارد في القتل بالإنذار خاص بها .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والخمسون بعد المائة .

                                                                                                                                                                                                                              وبأنه يسأل -صلى الله عليه وسلم- عنه الميت في قبره .

                                                                                                                                                                                                                              روى الإمام أحمد والبيهقي عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : "أما فتنة القبر فبي تفتنون ، وعني تسألون ، فإذا كان الرجل الصالح أجلس ، فيقال له : ما هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ فيقول : محمد رسول الله" الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحكيم الترمذي وابن عبد البر : سؤال المقبور خاص بهذه الأمة .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية