الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 352 ] السابعة والأربعون : وبيوم عرفة ، ذكره القونوي في "شرح التعرف" ، ويجعل يوم عرفة كفارة سنتين ، لأنه سنته -صلى الله عليه وسلم- .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والأربعون : ويجعل يوم عاشوراء كفارة سنة ، لأنه سنة موسى عليه السلام .

                                                                                                                                                                                                                              روى مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال : "يكفر السنة الماضية" ، وسئل عن صوم يوم عرفة ، فقال : "يكفر السنة الماضية والسنة الآتية" .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والأربعون : وبغسل الأيدي قبل الطعام [لأنها] سنة ، لأنه شرع التوراة وبعده ، لأنه شرعه ، رواه الحاكم في تاريخه عن عائشة مرفوعا ، وروى في مستدركه عن سلمان -رضي الله عنه- قال : قلت : يا رسول الله ، قرأت في التوراة بركة الطعام قبله ، فقال : "بركة الطعام الوضوء قبله وبعده" .

                                                                                                                                                                                                                              المراد بالوضوء هنا غسل اليد .

                                                                                                                                                                                                                              الخمسون : وبالاغتسال من العين وبأنه يدفع ضررها .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والخمسون : وبالاسترجاع عند المصيبة ، روى الطبراني عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "أعطيت أمتي شيئا لم يعطهن أحد من الأمم ، أن يقولوا عند المصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عبد الرزاق وابن جرير في تفسيرهما عن سعيد بن جبير قال : "لم يعط أحد الاسترجاع غير هذه الأمة ، ألا تسمعون إلى قول يعقوب عليه الصلاة والسلام : يا أسفى على يوسف [يوسف 84] .

                                                                                                                                                                                                                              روى البيهقي عن وهب بن منبه أن الله تعالى قال : يا داود إني فضلت محمدا وأمته على الأمم كلهم ، فذكر الحديث ، إلى أن قال : وأعطيتهم في المصائب وفي البلايا إذا صبروا قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والخمسون : وبالحوقلة .

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو نعيم عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لما فرغت من أمر السماء . . " الحديث ، وفيه : قال الله تعالى : "وأنزلت إليك كلمة من كنوز عرشي لا حول ولا قوة إلا بالله" .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والخمسون : وباللحد ، ولأهل الكتاب الشق .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأربعة عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "اللحد لنا ، والشق لغيرنا" . [ ص: 353 ]

                                                                                                                                                                                                                              وروى الإمام أحمد عن جرير بن عبد الله ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "اللحد لنا ، والشق لأهل الكتاب" .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والخمسون : وبالنحر ولهم الذبح فيما قاله مجاهد وعكرمة ، رواه ابن أبي حاتم وابن المنذر -رضي الله عنهما- قلت : ما رواه وكيع ، وابن أبي حاتم في تفسيرهما ، عن عطاء -رضي الله عنه- قال : الذبح والنحر في البقر سواء ، لأن الله تعالى يقول : فذبحوها [البقرة 71] وقال : فصل لربك وانحر [الكوثر 2] .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والخمسون : وبفرق الشعر ، ولهم السدل .

                                                                                                                                                                                                                              روى الستة عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : كان أهل الكتاب يسدلون أشعارهم ، وكان المشركون يفرقون رءوسهم ثم فرق بعد .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والخمسون : وبصبغ الأحمر والأصفر ، وكانوا لا يغيرون الشيب .

                                                                                                                                                                                                                              روى الستة عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن اليهود والنصارى لا يصبغون ، فخالفوهم وغيروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الأربعة عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "إن أحسن ما غيرتم به الشيب ، الحناء والكتم" .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والخمسون : وبتوفير العثانين .

                                                                                                                                                                                                                              الثامنة والخمسون : وبتقصير السبال فكانوا يقصرون سبالهم ، ويوفرون عثانيهم .

                                                                                                                                                                                                                              العثانين : جمع عثنون وهي اللحية .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البزار عن أنس -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : خالفوا المجوس ، جزوا الشوارب واعفوا اللحى" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مالك والشيخان وأبو داود والترمذي عن ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "خالفوا المشركين ، وفروا اللحى ، واحفوا الشوارب" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة -رضي الله عنه- قال : جاء رجل من المجوس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد حلق لحيته وأطال شاربه ، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ما هذا ؟ " قال : في ديننا ، قال : "لكن في ديننا أن تحفي الشوارب ، وأن تبقي اللحى" .

                                                                                                                                                                                                                              التاسعة والخمسون : وبالعق عن الذكر والأنثى ، وكانوا يعقون عن الذكر دون الأنثى .

                                                                                                                                                                                                                              الستون : وبترك القيام للجنازة .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والستون : وبتعجيل المغرب .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية