الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              الثلاثون : بأنه -صلى الله عليه وسلم- كان لا ينزل عليه الذباب . ذكره السبتي في مولده وابن سبع رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                              الحادية والثلاثون : وبأن القمل لم يكن يؤذيه تعظيما له ذكره ابن سبع وقد يشكل على ذلك ما رواه الإمام أحمد وصححه ابن حبان عن عائشة- رضي الله تعالى عنها- قالت : ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا بشرا من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته . الحديث . ولازم ذلك التفالي وجود شيء يؤذيه في الجملة إما قملا أو برغوثا ونحو ذلك .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحضري ويحتمل أن يكون التفلي لاستقذار وجوده ولو لم يحصل منه أذى في حقه -صلى الله عليه وسلم- لأن وجوده في الثوب والبدن مستقذر .

                                                                                                                                                                                                                              الثانية والثلاثون : وبأنه كان يرى في الثريا أحد عشر نجما ذكره القاضي والقرطبي وذكر السهيلي أنه كان يرى اثنا عشر نجما وقد تقدم ذلك في أوائل الكتاب .

                                                                                                                                                                                                                              الثالثة والثلاثون : وبأنه -صلى الله عليه وسلم- ولد مختونا وقد تقدم بيان ذلك في أبواب المولد ، وفي [ ص: 472 ]

                                                                                                                                                                                                                              إدخال هذه الخصائص نظر فقد تقدم أن جماعة من الأنبياء ولدوا كذلك وجماعة من هذه الأمة حتى في عصرنا أخبر بعضهم بأنه ولد مختونا .

                                                                                                                                                                                                                              الرابعة والثلاثون : وبأنه يدعى له بلفظ الصلاة فلا يقال- رحمه الله- لدلالة لفظ الصلاة على معنى التعظيم ولا يشعر به لفظ الترحم .

                                                                                                                                                                                                                              قال أبو عمرو : ولا يجوز لأحد إذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول- رحمه الله- ، لأنه قال "من صلى علي" ولم يقل من ترحم علي ولا من دعا لي وإن كان معنى الصلاة الرحمة ولكنه خص بهذا اللفظ تعظيما له فلا يعدل عنه إلى غيره ، ويؤيده قوله تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا [النور - 63] . قال الحافظ : وهو بحث حسن وقد ذكر نحو ذلك القاضي أبو بكر بن العربي من المالكية والصيدلاني من الشافعية .

                                                                                                                                                                                                                              قال شيخنا في شرح السنن : ولا يرد عليه بما كان يقوله -صلى الله عليه وسلم- بين السجدتين "اللهم اغفر لي وارحمني"

                                                                                                                                                                                                                              لأن هذا سبق للتشريع ، وتعليم الأمة كيف يقولون في هذا المحكي من الصلاة مع ما فيه من تواضعه -صلى الله عليه وسلم- لربه وأما نحن فلا ندعو له إلا بلفظ الصلاة التي أمرنا أن ندعو له بها لما فيها من التفخيم والتعظيم اللائق بمنصبه الشريف -صلى الله عليه وسلم- وذكر أنه ألف في المسألة جزءا لم أره ، وقال أبو القاسم الأنصاري شارح "الإرشاد" يجوز ذلك مضافا للصلاة ولا يجوز مفردا ، وفي "الذخيرة البرهانية" من كتب الحنفية عن محمد يكره ذلك لإيهامه النقص ، لأن الرحمة إنما تكون لفعل ما يلام عليه قلت : وما قاله الأنصاري هو الحق .

                                                                                                                                                                                                                              الخامسة والثلاثون : وبأن الله- سبحانه وتعالى- أعطى ملكا من الملائكة أسماع الخلائق قائما على قبره -صلى الله عليه وسلم- يبلغه صلاة أمته -صلى الله عليه وسلم- كما سيأتي بيان ذلك في باب الصلاة عليه ولم ينقل حصول ذلك لغيره -صلى الله عليه وسلم- انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              السادسة والثلاثون : وبأن كل موضع صلى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضبط موقفه فهو نص بيقين لا يجوز الاجتهاد فيه بتيامن ولا تياسر فيه بخلاف بقية المحاريب انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              السابعة والثلاثون : وبأن الأنبياء- عليهم الصلاة والسلام- لا يتثاءبون كما رواه البخاري في تاريخه الكبير عن مسلمة بن عبد الملك .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية