الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              تنبيه :

                                                                                                                                                                                                                              لو قال لرجل من بني هاشم : لعن الله بني هاشم : وقال : أردت الظالم منهم ، أو قال لرجل من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم قولا قبيحا من آبائه أو من نسله أو ولده على علم منه أنه من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم تقم قرينة في المسألتين تقتضي تخصيص بعض آبائه ، وإخراج النبي صلى الله عليه وسلم - فمن سبه منهم فحكم القاضي برهان الدين الأخنائي المالكي بقتل بعض الأمراء حدا؛ لكونه لعن [ ص: 10 ] أجداد القاضي حسام الدين محمد بن جريز بعد أن قال له : أنا شريف ، وجدي الحسين بن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضربت عنقه ، ذكره الحافظ ابن حجر في "أبنائه" في حوادث سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة .

                                                                                                                                                                                                                              الثامن : في الصلاة عليهم .

                                                                                                                                                                                                                              روى الشيخان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى -رحمه الله تعالى- قال : لقيت كعب بن عجرة -رضي الله تعالى عنه- فقال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : بلى ، قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلنا : يا رسول الله ، كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال "قولوا : اللهم ، صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى إسماعيل القاضي عن إبراهيم بن يزيد النخعي -رحمه الله تعالى- قال : قالوا : يا رسول الله ، قد علمنا السلام عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : "اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، وأهل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الشيخان عن أبي حميد الساعدي -رضي الله تعالى عنه- أنهم قالوا : يا رسول الله ، كيف نصلي عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولوا : "اللهم ، صل علىمحمد وأزواجه وذريته كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت ، فليقل : اللهم ، صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته ، وأهل بيته ، كما صليت على إبراهيم ، إنك حميد مجيد" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى النسائي وأحمد في مسنده عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سره أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت فليقل : اللهم ، اجعل صلواتك وبركاتك على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الدارقطني والبيهقي وغيرهما عن أبي مسعود البدري -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه" وهو عندهما موقوف من قول أبي مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال : لو صليت صلاة لا [ ص: 11 ] أصلي فيها على آل محمد ما رأيت أن صلاتي تتم .

                                                                                                                                                                                                                              وصوب الدارقطني بأنه من قول أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وهو حجة للقائل :


                                                                                                                                                                                                                              يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله     كفاكم من عظيم القدر أنكم
                                                                                                                                                                                                                              من لم يصل عليكم لا صلاة له



                                                                                                                                                                                                                              التاسع : في مكافأته -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة لمن صنع إلى أهل بيته معروفا .

                                                                                                                                                                                                                              روى الطبراني في "الأوسط" والضياء المقدسي في "المختارة" والخطيب في التاريخ عن عثمان بن عفان -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صنع إلى أحد من خلف عبد المطلب يدا فلم يكافئه بها في الدنيا فعلي مكافأته غدا ، إذا لقيني" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الملا وأبو سعيد النيسابوري عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته عنه يوم القيامة" .

                                                                                                                                                                                                                              وروى الديلمي عن علي -رضي الله تعالى عنه- قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه" .

                                                                                                                                                                                                                              العاشر : في دعائه -صلى الله عليه وسلم- لهم

                                                                                                                                                                                                                              وروى أبو سعيد النيسابوري وعمر الملا عن عمران بن حصين -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سألت ربي -عز وجل- أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي فأعطاني ذلك" .

                                                                                                                                                                                                                              الحادي عشر : في أنهم أول من يشفع لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              روى الديلمي في الفردوس ، عن ابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب" قال : "ثم الأنصار ، ثم من آمن بي واتبعني من أهل اليمن ، ثم سائر العرب ، ثم العجم" .

                                                                                                                                                                                                                              الثاني عشر : في أنهم كسفينة نوح -صلى الله عليه وسلم- من ركبها نجا

                                                                                                                                                                                                                              روى البزار والطبراني وأبو نعيم عن ابن عباس ، والبزار عن عبد الله بن الزبير ، وابن جرير ، والحاكم والخطيب في "المتفق والمفترق" عن أبي ذر ، والطبراني في "الصغير" و"الأوسط" عن أبي سعيد الخدري -رضي الله تعالى عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح في قوم نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق" وفي لفظ "هلك" ومثل [ ص: 12 ] حطة بني إسرائيل .

                                                                                                                                                                                                                              قال الحافظ أبو الخير السخاوي : وبعض طرق هذا الحديث يقوي بعضها بعضا .

                                                                                                                                                                                                                              الثالث عشر : في إخباره -صلى الله عليه وسلم- أنهم سيلقون بعده أثرة ، والحث على نصرتهم وموالاتهم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن ماجه وابن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنا أهل البيت اختار الله -عز وجل- لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة وتشريدا وتطريدا في البلاد ، حتى يأتي قوم من ها هنا" وأشار بيده نحو المشرق "أصحاب رايات سود ، فيسألون الخير فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها عدلا كما ملئت ظلما ، فمن أدرك ذلك اليوم فليأتهم ، ولو حبوا على الثلج" .

                                                                                                                                                                                                                              الرابع عشر : في وعد الله -عز وجل- نبيه صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                                                                                                              [روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم"

                                                                                                                                                                                                                              الخامس عشر : في بيان من هم أهل البيت

                                                                                                                                                                                                                              قال الله سبحانه وتعالى : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد ومسلم والترمذي وصححه ، وابن جرير والطبراني ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في السنن من طرق ، والطبراني من وجه آخر ، وابن أبي حاتم والطبراني عن أم سلمة ، وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن عمرو بن أبي سلمة ، وابن جرير والحاكم وابن مردويه عن سعد ، وابن أبي شيبة والإمام أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن واثلة بن الأسقع ، وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنهم- قالت أم سلمة -رضي الله تعالى عنها- : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيتها على منامة له ، عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة -رضي الله تعالى عنها- ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ادعي زوجك وابنيك حسنا وحسينا" فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم [الأحزاب : 33] ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال : "اللهم ، هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا" ، قالها ثلاث مرات .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 13 ] (وفي حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- خرج صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهم ، فأجلس حسنا وحسينا فيه ، وجلس علي عن يمينه ، وجلست فاطمة عن شماله) وفي رواية للطبراني عنها : فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي" وفي لفظ : آل محمد ، وفي رواية "فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم؛ إنك حميد مجيد" .

                                                                                                                                                                                                                              قالت أم سلمة : فرفعت الكساء لأدخل معهم ، فجذبه من يدي وقال : إنك على خير ، وفي رواية لابن مردويه عنها : في البيت سبعة جبريل ، وميكائيل ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين ، وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول الله ، ألست من أهل البيت ؟ قال : إنك على خير؛ من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم . وفي رواية : فأدخلت رأسي في الستر ، فقلت : يا رسول الله ، وأنا معكم ؟ فقال : إنك على خير مرتين . وفي رواية : فقلت : وأنا معهم يا رسول الله ؟ فقال : أنت على مكانك ، وأنت على خير . وفي حديث واثلة : فقلت : يا رسول الله ، وأنا من أهل بيتك ؟ قال : أنت من أهلي .

                                                                                                                                                                                                                              وفي حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين فأدخلهما معه ، ثم جاء علي فأدخله معهم ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهم ، فأجلس حسنا وحسينا في حجره ، وجلس علي عن يمينه وجلست فاطمة عن شماله .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة؛ في وفي علي وفاطمة وحسن وحسين إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن سعد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- قال : لما دخل علي بفاطمة -رضي الله تعالى عنها- جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين صباحا إلى بابها يقول : "السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، الصلاة رحمكم الله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن جرير وابن المنذر والطبراني عن أبي الحمراء -رضي الله تعالى عنه- قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية أشهر ، وفي لفظ الطبراني : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى باب علي ، فرفع يده على جنبي الباب ، ثم قال : الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 14 ] وروى ابن مردويه عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : شهدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة أشهر يأتي كل يوم باب علي (بن أبي طالب) عند وقت كل صلاة فيقول : "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أهل البيت" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والحاكم والطبراني وصححه ، عن أنس -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول : الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا [الأحزاب : 33] .

                                                                                                                                                                                                                              وروى مسلم عن زيد بن أرقم -رضي الله تعالى عنه- قال : أذكركم الله في أهل بيتي ، فقيل لزيد -رضي الله تعالى عنه- : ومن أهل بيته ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              السادس عشر : في تعظيم السلف لأهل البيت

                                                                                                                                                                                                                              روى البخاري في "غزوة خيبر" عن عائشة -رضي الله تعالى عنها- أن أبا بكر قال لعلي -رضي الله تعالى عنهما- والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي .

                                                                                                                                                                                                                              وروي عن عمر -رضي الله تعالى عنه- أنه قال للعباس -رضي الله تعالى عنهما- والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام أبي الخطاب .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن عروة بن الزبير قال : ذهب عبد الله بن الزبير -رضي الله تعالى عنهما- مع أناس من بني زهرة إلى عائشة -رضي الله تعالى عنها- وكانت أرق شيء عليهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عن رزين بن عبيد قال : كنت عند ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- فأتى زين العابدين بن الحسين بن علي -رضي الله تعالى عنهم- فقال له ابن عباس : مرحبا بالحبيب ابن الحبيب .

                                                                                                                                                                                                                              وعن الشعبي -رحمه الله تعالى- قال : صلى زيد بن ثابت -رضي الله تعالى عنه- على جنازة ، ثم قربت له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس ، فأخذ بركابه ، فقال زيد : خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هكذا نفعل بعلمائنا ، فقبل زيد بن ثابت يد ابن عباس ، وقال : هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا .

                                                                                                                                                                                                                              وعن عبد الله بن حسن بن حسين -رضي الله تعالى عنه- قال : أتيت عمر بن [ ص: 15 ] عبد العزيز في حاجة لي فقال لي : إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي ، أو اكتب بها؛ فإني أستحي من الله أن يراك على بابي .

                                                                                                                                                                                                                              وعن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- قال : لو أتى أبو بكر وعمر وعلي -رضي الله تعالى عنهم- بحاجة بدأت بحاجة علي قبلهما؛ لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن أخر من السماء إلى الأرض أحب إلي من أن أقدمه عليهما .

                                                                                                                                                                                                                              أورد الثلاثة القاضي في "الشفاء" انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وروى عن فاطمة بنت أبي طالب -رضي الله تعالى عنها- قالت : دخلت على عمر بن عبد العزيز -رضي الله تعالى عنه- وهو يسير بالمدينة ، فأخرج من عنده ، وقال : يا بنت علي ، والله! ما على ظهر الأرض (أهل بيت) أحب إلي منكم .

                                                                                                                                                                                                                              وفي "المجالسة" للدينوري أن أبا عثمان النهدي -رحمه الله تعالى- كان من مساكين الكوفة ، فلما قتل الحسين بن علي -رضي الله تعالى عنهما- تحول إلى البصرة ، وقال : لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                              وفي "الشفاء" أن مالكا لما تعرض له جعفر بن سليمان والي المدينة ونال منه ما نال ، وحمل مغشيا عليه دخل عليه الناس ، فأفاق ، فقال : أشهدكم أني جعلت ضاربي في حل .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 16 ]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية