الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التنبيه الثامن والسبعون :

                                                                                                                                                                                                                              ذكر صلى الله عليه وسلم أنه لم يلقه ملك من الملائكة إلا ضاحكا مستبشرا إلا مالكا خازن النار ، وذلك أنه لم يضحك لأحد قبله ، ولا هو ضاحك لأحد بعده . قال الله تعالى : عليها ملائكة غلاظ شداد [التحريم : 6] وهم موكلون بغضب الله تعالى ، فالغضب لا يزايلهم أبدا .

                                                                                                                                                                                                                              وفي هذا الحديث معارضة

                                                                                                                                                                                                                              لما رواه الإمام أحمد وأبو الشيخ عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط؟» قال : «ما ضحك منذ خلقت النار»

                                                                                                                                                                                                                              . وهذا الحديث يعارضه ما

                                                                                                                                                                                                                              رواه الدارقطني وغيره إن رسول الله تبسم في الصلاة ، فسئل عن ذلك فقال : «رأيت ميكائيل راجعا في طلب القوم وعلى جناحيه الغبار ، فضحك إلي ، فتبسمت إليه»

                                                                                                                                                                                                                              قال السهيلي : «وإذا صح الحديثان فوجه الجمع بينهما أن يكون لم [ ص: 143 ] يضحك منذ خلقت النار إلا هذه المرة التي ضحك فيها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيكون الحديث عاما يراد به الخصوص أو يكون الحديث الأول حدث به رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هذا الحديث الآخر ، ثم حدث بعد بما حدث به من ضحكه إليه» .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية