الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              التاسع : قال شيخ الإسلام أبو الحسن السبكي رحمه الله تعالى : سئلت عن الحكمة في قتال الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ، مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناح ، فأجبت : وقع ذلك لإرادة أن يكون الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فتكون الملائكة مددا ، على عادة مدد الجيوش؛ رعاية لصورة الأسباب وسننها ، التي أجراها الله تعالى في عباده . والله تعالى فاعل الأشياء .

                                                                                                                                                                                                                              وقال في الكشاف في تفسير سورة يس في قوله تعالى : وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين [يس : 28] فإن قلت : فلم أنزل الجنود من السماء يوم بدر والخندق ؟ فقال : فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها [الأحزاب : 9] وقال : بألف من الملائكة مردفين [الأنفال : 9] بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين [آل عمران : 124] بخمسة آلاف من الملائكة مسومين [آل عمران : 125] قلت : إنما كان يكفي ملك واحد فقد أهلكت مدائن قوم لوط بريشة من جناح جبريل ، وبلاد ثمود وقوم صالح بصيحة ، ولكن الله تعالى فضل محمدا صلى الله عليه وسلم بكل شيء على كبار الأنبياء وأولي العزم من الرسل فضلا على حبيبه النجار . وأولاه من أسباب الكرامة ما لم يؤته أحدا ، فمن ذلك أنه أنزل له جنودا من السماء ، وكأنه أشار بقوله : وما أنزلنا وما كنا منزلين إلى أن إنزال الجنود من عظائم الأمور التي لا يؤهل لها إلا مثلك ، وما كنا نفعله لغيرك .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية