الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              السابع عشر : قال العلامة ابن مرزوق في شرح البردة : ومن الآيات ببدر الباقية ما كنت أسمعه من غير واحد من الحجاج أنهم إذا اجتازوا بذلك الموضع يسمعون كهيئة طبل ملوك الوقت ، ويرون أن ذلك لنصر أهل الإيمان ، قال : وربما أنكرت ذلك ، وربما تأولته بأن الموضع لعله صلب فيستجيب فيه حوافر الدواب ، وكان يقال لي : إنه وعس رمل غير صلب ، وغالب ما يسير هناك الإبل ، وأخفافها لا تصوت في الأرض الصلبة فكيف بالرمال . قال : ثم لما من الله تعالى بالوصول إلى ذلك الموضع المشرف نزلت عن الراحلة أمشي ، وبيدي عود طويل من شجر السعدان المسمى بأم غيلان ، وقد نسيت ذلك الخبر الذي كنت أسمعه ، فما راعني وأنا أسير في الهاجرة إلا واحد من عبيد الأعراب الجمالين يقول : أتسمعون الطبل ؟ فأخذني لما سمعت كلامه قشعريرة بينة ، وتذكرت ما كنت أخبرت به ، وكان في الجو بعض ريح فسمعت صوت الطبل ، وأنا دهش مما أصابني من الفرح أو الهيبة ، أو ما الله أعلم به ، فشككت وقلت : لعل الريح سكنت في هذا الذي في يدي ، وحدث مثل هذا الصوت ، وأنا حريص على طلب التحقق بهذه الآية العظيمة ، فألقيت العود من يدي ، وجلست إلى الأرض أو وثبت قائما ، أو فعلت جميع ذلك ، فسمعت صوت الطبل سماعا محققا أو صوتا لا أشك أنه صوت طبل ، وذلك من ناحية ونحن سائرون إلى مكة المشرفة ، ثم نزلنا ببدر فظللت أسمع ذلك الصوت يومي أجمع المرة بعد المرة ، قال : ولقد أخبرت أن ذلك الصوت لا يسمعه جميع الناس . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                              وقال الإمام المرجاني رحمه الله : وضربت طبلخانة النصر ببدر ، فهي تضرب إلى يوم القيامة ، ونقله السيد في تاريخه الكبير والصغير وأقره .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية