الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومن الحوادث أن الله تعالى أمر بكلمات فأتمهن

وقد اختلفوا في الكلمات على ستة أقوال:

أحدها: أنه ابتلاه بالإسلام فأتمه . رواه عكرمة عن ابن عباس .

والثاني: ابتلاه بالطهارة ، خمس في الرأس ، وخمس في الجسد ، في الرأس: [ ص: 276 ] قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الرأس . وفي الجسد: تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر الغائط والبول بالماء .

رواه طاوس عن ابن عباس .

والثالث: أنها ست في الإنسان: حلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، والغسل يوم الجمعة . وأربع في المشاعر: الطواف ، والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة . رواه حنش عن ابن عباس .

والرابع: أنها مناسك الحج خاصة . رواه قتادة عن ابن عباس .

والخامس: أنها قوله تعالى: إني جاعلك للناس إماما [2: 124] وآيات النسك .

قاله أبو صالح .

والسادس: أنه ابتلاه بالكواكب والقمر وبالشمس وبالنار وبالهجرة وبالختان .

أخبرنا أبو الحصين ، أخبرنا ابن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، حدثنا علي بن حفص ، أخبرنا ورقاء ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختتن إبراهيم خليل الرحمن عز وجل بعدما أتت له ثمانون سنة ، واختتن بالقدوم" . أخرجاه في الصحيحين ، وليس في حديثهما ذكر سنه يومئذ . والقدوم: موضع .

وقد أخبرنا علي بن عبد الواحد الدينوري ، أخبرنا علي بن عمر القزويني ، أخبرنا علي بن عمر بن سهل الجريري ، حدثنا أحمد بن عمير بن حوصا ، حدثنا محمد بن [ ص: 277 ] الوزير الدمشقي ، حدثنا الوليد بن مسلم ، أخبرنا الأوزاعي ، عن يحيى بن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اختتن إبراهيم وهو ابن عشرين ومائة سنة ، ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة" .

وروى الضحاك ، عن ابن عباس ، قال: إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول من ثرد الثريد ، وأول من لبس النعلين ، وأول من قاتل بالسيف والسن ، وأول من قسم الفيء ، وأول من اختتن في موضع يقال له القدوم ، وهو ختن نفسه .

[وروى] أبو الحسين بن المنادي من حديث ابن عباس ، أنه قال: كان إبراهيم بزازا يبيع الثياب ، فدعا ربه أن يستره إذا قام يصلي ، فأهبط الله إليه جبريل فقطع له السراويل وخاطته سارة ، فهو أول سراويل لبس في الأرض .

التالي السابق


الخدمات العلمية