الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

1726 - أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، يكنى أبا عبد الله .

حدث وكان ثقة ، وتوفي بمصر في هذه السنة .

1727 - بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون ، أبو القاسم .

روى عن أبي عبد الرحمن المقري ، وآدم بن أبي إياس ، وغيرهما ، وكان فقيها .

توفي في شعبان هذه السنة .

1728 - حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي .

ولد سنة سبع وتسعين ومائة ، وولي القضاء ببغداد ، وحدث بها عن القعنبي .

روى عنه : الحسين المحاملي ، وكان ثقة فصيحا ، يعرف مذهب مالك ، جيد كثير التصانيف في فنون ، وتوفي بالسوس في هذه السنة .

1729 - علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الهلالي النيسابوري الدرابجردي .

[ ص: 214 ] و "درابجرد" محلة متصلة بالصحراء في أعلى البلد . من أكابر علماء نيسابور ، وابن عالمهم ، وكان له مسجد بدرابجرد مذكور ، ويتبرك بالصلاة فيه . سمع أبا عاصم النبيل ، وسليمان بن حرب ، ويعلى بن عبيد ، وأبا نعيم وخلقا كثيرا . روى عنه : البخاري ، ومسلم ، وابن خزيمة ، وغيرهم .

وتوفي في هذه السنة ، واختلفوا في موته ، فقيل : وجد ميتا بعد أسبوع من وفاته في مسجده ، وقيل : إنه زبر العامل ، فلما جن الليل أمر به فأدخل بيته ، وأوقد النار في التبن فمات من الدخان ، ثم وجد ميتا قد أكلت النمل عينيه ، وقيل : أكله الذئب فلم يوجد سوى رأسه ورجليه .

1730 - عيسى بن موسى بن أبي حرب ، أبو يحيى الصفار البصري .

قدم بغداد ، وحدث بها عن مشايخه ، فروى عنه : أبو الحسين بن المنادي ، وغيره . وكان ثقة ، وتوفي في صفر هذه السنة .

1731 - العباس بن عبد الله ، أبو محمد الترقفي .

سكن بغداد وحدث عن جماعة ، روى عنه : ابن أبي الدنيا ، وابن صاعد ، وابن مخلد ، وكان ثقة صدوقا دينا صالحا . قال ابن مخلد : ما رأيته ضحك ولا تبسم .

توفي بسر من رأى في هذه السنة ، وقيل : سنة ثمان وستين .

1732 - عمار بن رجاء ، أبو نصر الإستراباذي .

رحل إلى العراق ، وسمع من أبي داود الحفري ، ويزيد بن هارون ، وأبي نعيم ، [ ص: 215 ] وغيرهم . وكان عابدا زاهدا ورعا ثقة وتوفي في هذه السنة ، وقبره يزار ويتبرك به .

1733 - محمد بن أحمد بن الجنيد ، أبو جعفر الدقاق .

سمع أبا عاصم النبيل ، وأسود بن عامر ، ويونس بن محمد المؤدب ، وغيرهم .

روى عنه : البغوي ، وابن صاعد ، والمحاملي ، وغيرهم . وكان ثقة .

توفي في هذه السنة ، وقيل : في السنة التي قبلها .

أخبرنا عبد الرحمن [بن محمد ، أخبرنا أحمد] بن علي بن ثابت ، أخبرنا محمد بن عبد الواحد ، حدثنا [محمد] بن العباس الخزاز قال : قرئ على أبي الحسين بن المنادي ، وأنا أسمع قال : توفي ابن الجنيد الدقاق يوم الثلاثاء لعشر خلون من جمادى الأولى سنة سبع وستين ومائتين ، ودفن في مقبرة باب حرب ، وقد قارب التسعين .

1734 - محمد بن حماد بن بكر ، أبو بكر المقرئ صاحب خلف بن هشام .

سمع يزيد بن هارون ، وغيره . وكان أحد القراء المجودين ، ومن العباد الصالحين ، وكان أحمد بن حنبل يجله ويكرمه ويصلي خلفه شهر رمضان وغيره .

وتوفي يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الآخر في هذه السنة .

1735 - يحيى بن محمد بن يحيى [بن يحيى بن عبد الله بن فارس] أبو زكريا الذهلي ، يلقب : حيكان .

[ ص: 216 ] إمام نيسابور في الفتوى والرئاسة ، وابن إمامها . سمع : يحيى بن يحيى ، وابن راهويه ، وعلي بن الجعد ، وأحمد بن حنبل ، وأبا الوليد الطيالسي ، ومسدد بن مسرهد ، وخلقا كثيرا . روى عنه : أبوه محمد بن يحيى الإمام ، وكان يقول : أبو زكريا والد ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، وخلق كثير .

وكان قد اختلف هو وأبوه في مسألة ، فحكما محمد بن إسحاق بن خزيمة ، فحكم ليحيى على أبيه ، وكان أحمد بن عبد الله الخجستاني قد خرج ، فغلب على نيسابور ، وكان خارجيا ظالما ، فخرج عن نيسابور ، واستخلف إبراهيم بن نصر فتهوس البلد ، فنهض يحيى بن محمد في خلق كثير ، وحاربوا القواد الذين خلفهم ، فلما عاد أحمد طلب يحيى بن محمد ، فجيء به فقتله في جمادى الآخرة من هذه السنة ، وقيل : إنه غلبه .

أنبأنا زاهر بن طاهر قال : أنبأنا أبو عثمان الصابوني ، وأبو بكر البيهقي قالا : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم قال : سمعت الحسن بن يعقوب المعدل يقول : سمعت أبا عمرو أحمد بن المبارك المستملي يقول : رأيت يحيى بن محمد في المنام فقلت : ما فعل الله بك؟ قال : غفر لي . قلت : فما فعل الخجستاني؟ قال : هو في تابوت من نار والمفتاح بيدي .

1736 - العابدة اليمنية .

أخبرنا محمد بن ناصر ، أخبرنا أبو الفتح محمد بن علي المصري ، أخبرنا الموفق بن أبي الحسن [التمار ، وأبو الحسن محمد بن الحسن] المزني قالا : أخبرنا أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد القرشي [قال : أخبرنا [أبو] منصور بن الحسن البوشنجي ، حدثنا محمد بن المنذر ، حدثنا علي بن الحسن الفلسطيني ، حدثنا أبو بكر [ ص: 217 ] التيمي ، حدثنا محمد بن سليمان القرشي] قال : بينا أنا أسير في طريق اليمن إذا أنا بغلام واقف في الطريق في أذنيه قرطان ، في كل قرط جوهرة يضيء وجهه من ضوء تلك الجوهرة ، وهو يمجد ربه [ بثناء ] بأبيات من الشعر ، فسمعته يقول :


مليك في السماء به افتخاري عزيز القدر ليس به خفاء

فدنوت منه ، فسلمت عليه ، فقال : ما أنا براد عليك حتى تؤدي من حقي الذي يجب لي عليك . قلت : وما حقك؟ قال : أنا غلام على مذهب إبراهيم الخليل صلى الله عليه ، لا أتغدى ، ولا أتعشى [ كل يوم ] حتى أسير الميل والميلين في طلب الضيف ، فأجبته إلى ذلك ، فرحب بي ، وسرت معه حتى قربنا من خيمة شعر ، فلما قربنا من الخيمة صاح : يا أختاه ! فأجابته جارية من الخيمة ، يا لبيكاه . قال : قومي إلى ضيفنا .

فقالت الجارية : حتى أبدأ بشكر المولى الذي سبب لنا هذا الضيف ، وقامت فصلت ركعتين شكرا لله قال : فأدخلني الخيمة ، وأجلسني ، وأخذ [ الغلام ] الشفرة ، وأخذ عناقا فذبحها ، فلما جلست في الخيمة نظرت إلى أحسن الناس وجها ، فكنت أسارقها النظر ، ففطنت لبعض لحظاتي ، فقالت [ لي ] مه ، أما علمت أنه قد نقل إلينا عن صاحب يثرب "أن زناء العينين النظر" ، أما إني ما أردت بهذا أن أوبخك ، ولكن أردت أن أؤدبك لكي لا تعود لمثل هذا . فلما كان [ وقت ] النوم بت أنا والغلام خارجا ، وباتت الجارية في الخيمة ، فكنت أسمع دوي القرآن الليل كله ، بأحسن صوت يكون وأرقه ، فلما [ أن ] أصبحت ، فقلت للغلام : صوت من كان ذلك؟ قال : تلك أختي [ ص: 218 ] تحيي الليل كله إلى الصباح ، فقلت : يا غلام ، أنت أحق بهذا العمل من أختك [ أنت رجل ] وهي امرأة ، قال : فتبسم ثم قال لي : ويحك يا فتى ، أما علمت أنه موفق ومخذول .

التالي السابق


الخدمات العلمية