الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 225 ] ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر

1743 - إبراهيم بن نصر بن محمد بن نصر ، أبو إسحاق الكندي .

سمع عفان بن مسلم ، وقبيصة في آخرين ، وكان ثقة ، وتوفي في هذه السنة

1744 - إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم ، [أبو إسحاق] العصفري .

من أصحاب ابن وهب ، وروى عن المنقري وإدريس بن يحيى ، وكانت كتبه قد احترقت ، وبقي منها بقية ، فحدث بما بقي منها وهو ثقة رضي .

توفي في ربيع الآخر من هذه السنة .

1745 - خالد بن أحمد بن خالد بن عمرو بن مجالد بن مالك ، أبو الهيثم الذهلي الأمير .

ولي إمارة مرو ، وهراة ، وغيرهما من بلاد خراسان ، ثم ولي إمارة بخارى ، وسكنها ، وله آثار مشهورة وأمور محمودة ، وكان يحب الحديث ويقول : أنفقت في طلب العلم أكثر من ألف ألف درهم وكان قد سمع من ابن راهويه ، وعلي بن حجر ، وخلق كثير ، فلما استوطن بخارى أقدم إلى حضرته حفاظ الحديث ، مثل : محمد بن نصر المروزي ، وصالح جزرة ، ونصر بن أحمد البغداديين ، وغيرهم ، وصنف له نصر مسندا ، وكان يختلف مع هؤلاء المسمين إلى المحدثين .

وكان يمشي برداء ونعل ، يتواضع بذلك ، وبسط يديه بالإحسان إلى أهل العلم فغشوه ، وقدموا عليه من الآفاق ، [ ص: 226 ] وأراد من محمد بن إسماعيل البخاري أن يصير إلى حضرته فامتنع ، فاعتل عليه باللفظ ، فأخرجه [ من بخارى ] فمات بقرية ، وكأنه عوقب بما فعل بالبخاري ، فزال ملكه ، وكان قد ورد بغداد فحدث ، فسمع منه وكيع القاضي ، وأبو طالب الحافظ وابن عقدة ، ثم اعتقله السلطان فحبسه ببغداد ، فمات بالحبس في هذه السنة ، وكان السبب أنه اشتد على الظاهرية ، ومال إلى يعقوب بن الليث القائم بسجستان ، وكان ذلك سبب حبسه .

1746 - ذو الكفل الزاهد .

رجل من ولد مسكين بن الحارث ، يكنى أبا القاسم . يروي عنه : أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين ، وغيره . توفي بمصر في جمادى الآخرة من هذه السنة .

1747 - محمد بن إبراهيم ، أبو حمزة الصوفي بغدادي .

مولى عيسى بن أبان القاضي من كبار شيوخ الصوفية ، كان يتكلم في جامع الرصافة ، ثم انتقل إلى جامع المدينة ، وكان عالما بالقراءات خصوصا قراءة أبي عمرو ، وجالس أحمد بن حنبل ، وكان أحمد إذا عرضت مسألة يقول : ما تقول فيها يا صوفي؟

وجالس بشر بن الحارث ، وأبا نصر التمار ، وسريا السقطي ، وسافر مع أبي تراب النخشبي إلا أنه انغمس في مذاهب الصوفية ، حتى روينا أنه وقع في بئر فجاز قوم ، فأخذوا يطمونها ، فرأى من التوكل أن لا ينطق ، وسكوته في مثل هذا يخالف الشرع . وقد قيل إن الواقع في البئر أبو حمزة الخراساني لا البغدادي ، والله أعلم . [ ص: 227 ]

أخبرنا [أبو منصور] القزاز ، أخبرنا [أبو بكر أحمد بن علي] الخطيب قال : أخبرني الحسن بن أبي الفضل الشرمقاني ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري ، حدثنا معروف بن محمد بن معروف الواعظ ، [حدثنا] أبو سعيد الزيادي قال : كان أبو حمزة أستاذ البغداديين ، وهو أول من تكلم ببغداد في هذه المذاهب من صفاء الذكر ، وجمع الهم ، والمحبة ، والشوق ، والقرب ، والأنس ، ولم يسبقه إلى الكلام على رءوس الناس ببغداد أحد ، وما زال حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي سنة تسع [ وستين ومائتين ، ودفن بباب الكوفة ، وقد ذكر السلمي أنه توفي في سنة تسع ] وثمانين والأول أصح .

1748 - محمد بن الخليل بن عيسى ، أبو جعفر المخرمي .

سمع عبيد الله بن موسى ، وروح بن عبادة ، وحجاج بن محمد ، وغيرهم . روى عنه : وكيع القاضي ، ومحمد بن مخلد ، وغيرهما ، وكان ثقة من خيار الناس .

وتوفي في شعبان هذه السنة .

التالي السابق


الخدمات العلمية