الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر إقامتهما في الغار وما جرى لهما فيه

أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عفان قال: أخبرنا همام قال: أخبرنا ثابت ، عن أنس: أن أبا بكر حدثه قال:

قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه . قال: "يا أبا بكر ، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟"
. أخرجاه في الصحيحين . [ ص: 53 ]

أخبرنا المحمدان: ابن ناصر ، وابن عبد الباقي قالا: أخبرنا حمد بن أحمد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: أخبرنا محمد بن العباس بن أيوب قال: أخبرنا أحمد بن محمد المؤدب قال: حدثنا أبو معاوية قال: أخبرنا هلال بن عبد الرحمن قال: أخبرنا عطاء بن أبي ميمونة ، عن أنس قال:

لما كان ليلة الغار قال أبو بكر : يا رسول الله ، دعني لأدخل قبلك . قال: "ادخل" .

فدخل أبو بكر ، فجعل يلتمس بيديه فكلما رأى جحرا قال بثوبه فشقه ، ثم ألقمه الجحر ، حتى فعل ذلك بثوبه أجمع . قال: فبقي جحر ، فوضع عقبه عليه ، ثم أدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبح قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أين ثوبك يا أبا بكر؟" فأخبره بالذي صنع ، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال: اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي في الجنة أو قال: "يوم القيامة" فأوحى الله عز وجل إليه أن قد استجاب لك
. وقال الواقدي عن أشياخه: طلبت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد الطلب ، حتى انتهت إلى باب الغار ، فقال بعضهم: إن عليه عنكبوتا قبل ميلاد محمد ، فانصرفوا .

قالت أسماء بنت أبي بكر : ولم ندر بالحال حتى أقبل رجل من الجن من أسفل مكة ، يغني بأبيات من الشعر من غناء العرب ، والناس يتبعونه يسمعون صوته وما يرونه ، حتى خرج من أعلى مكة وهو يقول:


جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد

قال مؤلف الكتاب: وسيأتي ذكر الأبيات والقصة إن شاء الله تعالى .

قال أبو الحسن بن البراء: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار ليلة الخميس لغرة شهر ربيع الأول .

التالي السابق


الخدمات العلمية