الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
وعمة مخلي حلقه من تحنك لدى أحمد مكروهة بتأكد ( وعمة ) قال في القاموس : العمة بالكسر الاعتمام . ومراد الناظم كل عمامة ( مخلي ) أي متروك وخال ( حلقه ) أي صاحبها ، والمعتم بها ( من تحنك ) أي ليس تحت حنك لابسها منها شيء الحنك ما تحت الذقن من الإنسان وغيره ( لدى ) أي عند الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ( مكروهة ) كراهة تنزيه في الأصح ، وقيل بل كراهة تحريم ، والمذهب أنها كراهة تنزيه ( بتأكد ) لنصه رضي الله عنه على كراهة ذلك ، وكذلك الأصحاب .

وحكى في الآداب الكبرى الخلاف في أن الكراهة هل هي للتحريم أو التنزيه .

وقال في الفروع : وكره أحمد لبس غير المحنكة .

ونقل الحسن بن ثواب كراهية شديدة .

وقال شيخ الإسلام : المحكي عن الإمام أحمد الكراهة .

والأقرب أنها كراهة لا ترتقي إلى التحريم .

[ ص: 244 ] إذا علمت هذا ، وأن المذهب المعتمد كراهة ترك التحنك فاعلم الآن سيرة سيد ولد عدنان عليه الصلاة والسلام ما تعاقب الملوان ، في العمامة .

قال ابن عمر رضي الله عنهما : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدير كور العمامة على رأسها يقرنها } وفي رواية { ويغرزها من ورائه ، ويرسل لها ذؤابة } . .

التالي السابق


الخدمات العلمية