الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السابعة : مقامات الغيب الخمسة التي لا يعلمها إلا الله لا أمارة عليها ، ولا علامة عليها ، إلا ما أخبر به الصادق المجتبى لاطلاع الغيب من أمارات الساعة ، والأربعة سواها لا أمارة عليها ; فكل من قال : إنه ينزل الغيث غدا فهو كافر ، أخبر عنه بأمارات ادعاها ، أو بقول مطلق . ومن قال : إنه يعلم ما في الرحم فهو كافر ; فأما الأمارة على هذا فتختلف ; فمنها كفر ، ومنها تجربة ، والتجربة منها أن يقول الطبيب : إذا كان الثدي الأيمن مسود الحلمة فهو ذكر ، وإن كان ذلك في الثدي الأيسر فهو أنثى ; وإن كانت المرأة تجد الجنب الأيمن أثقل فهو ذكر ، وإن وجدت الجنب الأشأم أثقل فالولد أنثى ، وادعى ذلك عادة لا واجبا في الخلقة لم نكفره ، ولم نفسقه .

                                                                                                                                                                                                              فأما من ادعى علم الكسب في مستقبل العمر فهو كافر ، أو أخبر عن الكوائن الجملية أو المفصلة فيما يكون قبل أن يكون ، فلا ريبة في كفره أيضا .

                                                                                                                                                                                                              فأما من أخبر عن كسوف الشمس والقمر فقد قال علماؤنا : يؤدب ويسجن ولا يكفر ، أما عدم تكفيره فلأن جماعة قالوا : إنه أمر يدرك بالحساب ، وتقدير المنازل ، حسبما أخبر الله سبحانه في قوله جل وعلا : { والقمر قدرناه منازل } فلحسابهم له ، وإخبارهم عنه ، وصدقهم فيه ، توقفت علماؤنا عن الحكم بتكفيرهم . [ ص: 260 ]

                                                                                                                                                                                                              وأما أدبهم فلأنهم يدخلون الشك على العامة في تعليق العلم بالغيب المستأنف ولا يدرون قدر الفرق بين هذا وغيره ، فتشوش عقائدهم في الدين ، وتتزلزل قواعدهم في اليقين ، فأدبوا حتى يسروا ذلك إذا عرفوه ولا يعلنوا به .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية