الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة العاشرة :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { فعدة من أيام أخر } : قال علماؤنا : هذا القول من لطيف الفصاحة ، لأن تقريره : فأفطر فعدة من أيام أخر ، كما قال تعالى : { فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية } تقديره فحلق ففدية .

                                                                                                                                                                                                              وقد عزي إلى قوم : إن سافر في رمضان قضاه ، صامه أو أفطره ، وهذا لا يقول به إلا ضعفاء الأعاجم ; فإن جزالة القول وقوة الفصاحة تقتضي " فأفطر " وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : { الصوم في السفر } قولا وفعلا . وقد بينا ذلك في شرح الصحيح وغيره .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الحادية عشرة قوله تعالى : { فعدة من أيام أخر } : يعطي بظاهره قضاء الصوم متفرقا ، وقد روي ذلك عن جماعة من السلف ، منهم أبو هريرة .

                                                                                                                                                                                                              وإنما وجب التتابع في الشهر لكونه معينا ، وقد عدم التعيين في القضاء فجاز بكل حال .

                                                                                                                                                                                                              [ ص: 113 ] المسألة الثانية عشرة : قوله تعالى : { فعدة من أيام أخر } : يقتضي وجوب القضاء من غير تعيين لزمان ، وذلك لا ينافي التراخي ، فإن اللفظ مسترسل على الأزمنة لا يختص ببعضها دون بعض .

                                                                                                                                                                                                              وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : إن كان ليكون علي الصوم من رمضان فما أستطيع قضاءه إلا في شعبان للشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم ; فكانت تصوم بصيامه ; إذ كان صومه صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان في شعبان " .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية