الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الثامنة

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون } .

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألتان : المسألة الأولى :

                                                                                                                                                                                                              هذا رد إلى الحكم الأول ، وإحالة على الآية السابقة ; فإن الله حكم في رمي المحصنات بالكذب ، إلا أن يقيم قائل ذلك أربعة من الشهداء على ما زعم من الافتراء ، حتى يخرجه إلى الظاهر من حد الباطن ، وإلا لزمه حكم المفتري في الإثم وحاله في الحد . المسألة الثانية : قوله تعالى : { فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون }

                                                                                                                                                                                                              وهذه آية مشكلة فإنه قد يكون من القذف الظاهر ما هو عند الله في الباطن صدق ، ولكنه يؤخذ في الظاهر بحكم الكاذب ، ويجلد الحد .

                                                                                                                                                                                                              وهذا الفقه صحيح ، وهو أن معنى قوله : { عند الله } يريد في حكمه ، لا في علمه ، وهو إنما رتب الحدود على حكمه الذي شرعه في الدنيا ، لا مقتضى علمه الذي تعلق بالأشياء على ما هي عليه ، وإنما يبنى على ذلك حكم الآخرة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية