الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قوله : { ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن } حرم الله إظهار الزينة ، كما تقدم على الإطلاق .

                                                                                                                                                                                                              واستثنى من ذلك اثني عشر محلا : [ ص: 383 ] المستثنى الأول : البعولة : والبعل : هو الزوج والسيد في لسان العرب ، ومنه { قول النبي حين ذكر أشراط الساعة : حتى تلد الأمة بعلها } يعني سيدها ; إشارة إلى كثرة السراري بكثرة الفتوحات ، فيأتي الأولاد من الإماء ، فتعتق كل أم بولدها ، فكأنه سيدها الذي من عليها بالعتق ; إذ كان العتق حاصلا لها من سببه ، فالزوج والسيد ممن يرى الزينة من المرأة وأكثر من الزينة ; إذ كل محل من بدنها حلال له لذة ونظرا ; وذلك مخصوص بالزوج والسيد لقوله تعالى : { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } وقد اختلف الناس في جواز نظر الرجل إلى فرج زوجته على قولين : أحدهما : يجوز ; لأنه إذا جاز له التلذذ فالنظر أولى . وقيل : لا يجوز { لقول عائشة في ذكر حالها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما رأيت ذلك منه ولا رأى ذلك مني } . والأول أصح . وهذا محمول على الأدب ; فقد قال أصبغ من علمائنا : يجوز له أن يلحسه بلسانه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية