الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة السادسة : قوله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى }

                                                                                                                                                                                                              وقد تقدم معنى التبرج .

                                                                                                                                                                                                              وقوله : { الجاهلية الأولى } روي أن عمر سأل ابن عباس ، فقال : أفرأيت قول الله تعالى : { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى } ؟ لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم هل كانت جاهلية غير واحدة ، فقال له ابن عباس : يا أمير المؤمنين ; هل سمعت بأولى إلا لها آخرة ، قال : فأتنا بما يصدق ذلك في كتب الله تعالى . فقال ابن عباس : إن الله تعالى يقول : { وجاهدوا في الله حق جهاده } جاهدوا كما جاهدتم أول مرة .

                                                                                                                                                                                                              فقال عمر : فمن أمر بأن نجاهد ؟ قال : مخزوم وعبد شمس . [ ص: 571 ]

                                                                                                                                                                                                              وعن ابن عباس أيضا أنها تكون جاهلية أخرى .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي أن الجاهلية الأولى ما بين عيسى ابن مريم ومحمد صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                              قال القاضي : الذي عندي أنها جاهلية واحدة ، وهي قبل الإسلام ; وإنما وصفت بالأولى ; لأنها صفتها التي ليس لها نعت غيرها ، وهذا كقوله : { قال رب احكم بالحق } وهذه حقيقته ; لأنه ليس يحكم إلا بالحق .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية