الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية الخامسة قوله تعالى : { والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون } .

                                                                                                                                                                                                              فيها مسألتان : المسألة الأولى : ذكر الله الانتصار في البغي في معرض المدح ، وذكر العفو عن الجرم في موضع آخر في معرض المدح ; فاحتمل أن يكون أحدهما رافعا للآخر ، واحتمل أن يكون ذلك راجعا إلى حالتين : إحداهما أن يكون الباغي معلنا بالفجور ، وقحا في الجمهور ، مؤذيا للصغير والكبير ، فيكون الانتقام منه أفضل . وفي مثله قال إبراهيم النخعي : يكره للمؤمنين أن يذلوا أنفسهم ، فيجترئ عليهم الفساق .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أن تكون الفلتة ، أو يقع ذلك ممن يعترف بالزلة ، ويسأل المغفرة ، فالعفو هاهنا أفضل ، وفي مثله نزلت : { وأن تعفوا أقرب للتقوى } وقوله تعالى : { فمن تصدق به فهو كفارة له } . وقوله : { وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم } . المسألة الثانية : قال السدي : إنما مدح الله من انتصر ممن بغى عليه من غير اعتداء بالزيادة على مقدار ما فعل به يعني كما كانت العرب تفعله ; ويدل عليه قوله تعالى : { وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله } فبين في آخر الآية المراد منها ، وهو أمر محتمل . والأول أظهر وهي الآية السادسة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية