الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة إن الله تعالى لم يبق من الأسباب الدالة على الغيب التي أذن في التعلق بها والاستدلال منها إلا الرؤيا ، فإنه أذن فيها وأخبر أنها جزء من النبوة ، وكذلك الفأل .

                                                                                                                                                                                                              فأما الطيرة والزجر فإنه نهى عنهما . والفأل هو الاستدلال بما يستمع من الكلام على ما يريد من الأمر إذا كان حسنا ، فإن سمع مكروها فهو تطير ، وأمر الشرع بأن يفرح بالفأل ، ويمضي على أمره مسرورا به . فإذا سمع المكروه أعرض عنه ولم يرجع لأجله ، وقال كما علمه النبي صلى الله عليه وسلم : { اللهم لا طير إلا طيرك ، ولا خير إلا خيرك ، ولا إله غيرك } .

                                                                                                                                                                                                              وقد روي عن بعض الأدباء :

                                                                                                                                                                                                              الفأل والزجر والكهان كلهم مضللون ودون الغيب أقفال

                                                                                                                                                                                                              وهذا كلام صحيح إلا في الفأل ، فإن الشرع استثناء ، وأمر به ، فلا يقبل من هذا الشاعر ما نظمه فيه ، فإنه تكلم بجهل ; وصاحب الشرع أعلم وأحكم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية